أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
كورونا وتجار الأزمات وجهان لعملة واحدة..
في مشهد يُظهر جشع تجار الأزمات وطمع المنتفعين من وجود المعابر النهرية وحركتها على امتداد نهر الفرات والتي تربط غرب الفرات بشرقه في المنطقة الشرقية من سوريا، تلك الحركة لتجار الحرب مابين مناطق سيطرة قسد ومناطق سيطرة عصابات الأسد، أولئك المجرمين -بحسب ما وصفهم الأهالي- جمعوا أموالاً طائلة على حساب دماء الناس، ولقمة عيشهم وعلى حساب بؤسهم ومعاناتهم عبر شبكات التهريب التي تسمّى جزافاً تهريباً، أمّا والأبواب مفتوحة على مصراعيها بين الجانبين فإنها ترقى لجريمة إنسانية وأخلاقية تبدو واضحة من خلال مشهد مريبٍ مدمٍ للقلوب وصفه الكثيرون باللاإنساني، لاسيما والعالم يرى من خلال الصور المسربة والفيديوهات كيف يقوم بعض المستغلين من أبناء المنطقة وبالتعاون والتنسيق الكامل مع بعض الشخصيات والقيادات النافذة في قسد بنقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام المجرم الذي دمر وشرد وقتل مئات الآلاف من السوريين.
التهريب لدعم الأسد بغطاء من قبل قسد:
كل ذلك يجري دون حسيب أو رقيب مما يدل على تواطؤ واضح من قبل المعنيين، حيث يستمر هؤلاء في نقل خيرات المنطقة وثرواتها إلى عصابة الأسد وإنعاش اقتصادها في الوقت الذي باعت فيه العصابة سوريا وأهلها للروس والميليشيات الإيرانية في مقابل بقاء رأسها على كرسيه، وتكمن خطورة الأمر في دعم العصابة للمادة النفطية التي تفتقدها في مناطقها وإنقاذ اقتصادها المنهار مقابل بعض المال يجنيه هذا أو ذاك غير آبه بموت المزيد من أهله.
السماح بتهريب النفط للأسد وإهمال القطاع الصحي:
وبغض النظر عما عانى منه السوريين من قبل تلك العصابة ولكن ما يهمُّ الأهالي الآن والجميع يتابع كل ما يقتل الوجود في هذه المنطقة، وفي ظل هذه الظروف والأحوال وسط تفشًّ مرعب لفيروس كورونا في العالم، وكيف قامت الدنيا ولم تقعد في العمل على احتواء هذه الفيروس القاتل، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات الضعيفة أصلاً إلا أن قسد لم تقم بدورها في تنمية القطاع الصحي والطبي والاستعداد للقادم مع توفر الإمكانات المادية لوجود الثروة النفطية في مناطق سيطرتها شرق الفرات، فضلاً عن إهمال ميليشيات الأسد وإيران وتكتمهم على إصابة العشرات من عناصر الميليشيات القادمة من إيران والتي تعتبر الأولى إقليمياً بنسبة انتشار الوباء.
خطورة كورونا ولا خطوات جادة:
وبالعودة لشرق الفرات فقد أضحى النفط نقمة على المنطقة وأهلها، في ظل استمرار هؤلاء المستغلين والمنتفعين في زيادة البؤس بؤساً، والمعاناة ألماً من خلال استمرار فتح المعابر النهرية على مصراعيها أمام أفواج المتقلين بين الضفتين ومرور البضائع دون أدنى رقابة صحية أو وقائية للحد من انتقال الوباء، ومما زاد الطين بلة سهولة انتقال عناصر الأسد والميليشيات الإيرانية إلى مناطق قسد، وقضاء الكثير منهم إجازاتهم لدى أهاليهم أو أقربائهم، كل ذلك في ظل انتشار المليشيات الإيرانية في غرب الفرات مع علم قيادات قسد إلى أين وصلت الحال بإيران عقب التفشي المريع لفيروس كورونا وانتقال العدوى إلى سوريا من خلال عناصر تلك الميليشات الوافدة.
طمع المنتفعين أولى من سلامة الأهالي! :
وبالرغم من المحاولات غير الجادة للتحالف الدولي والتي لا تعدو أن تكون شكلية في إيقاف حركة المعابر النهرية، ومما يثبت ذلك إغلاق المعابر قبل أيام أمام الوافدين إلى مناطق سيطرة قسد رافق ذلك تحليق للمروحيات للتأكد من تطبيق القرار، وإبقاء المعبر مفتوحاً أمام البضائع القادمة من مناطق سيطرة العصابة، ثم ما لبث أن تم فتح المعابر من جديد أمام حركة الأشخاص من قبل تجار الأزمات للتنقل بين الضفتين وكسب مزيدٍ من المال.
ويرى مراقبون أنه لو وجدت الرغبة والجدية في إيقاف هذه الكارثة من قبل الأطراف الفاعلة واللاعبة، وبالأخص التحالف الدولي صاحب الكلمة الفصل في المنطقة لكانت حركة المعابر تحت رقابة طبية وفحص دوري للأشخاص والبضائع المتنقلة، ولكن بالتزامن مع التغافل والتجاهل المتعمد من قبل هذه الأطراف فإن الأمور والاحوال تنبئُ بمستقبل مؤلم سوف تدفع ثمنه المنطقة وأهلها، إن لم يتكاتف الجميع في إيقاف هذه المأساة.
This Post Has 0 Comments