أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
قوت العيال محط طمع التجار وجشع المنتفعين داخل إدارة قسد.
كشفت شبكة “نداء الفرات” الستار عن أكبر سرقة تُرتكب بحق قوت أهالي ريف ديرالزور ورغيف خبزهم من قبل بعض التجار والشخصيات النافذة في إدارة قسد حيث وثقت عدسة الشبكة مقطعاً مصوراً يُظهر عشرات الشاحنات القادمة من محافظة الحسكة وهي تنقل أطناناً من القمح لتوريدها إلى مركز حبوب الـ “10 كم” شمال مدينة ديرالزور، بالتزامن مع سرقة أخرى كشفت عنها الشبكة سابقاً تتمثل بإعادة تدوير الحبوب – ذات الجودة العالية – وعودتها لمراكز قسد بعد توزيعها على المطاحن.
بداية القصة:
وللوقوف على تفاصيل عملية السرقة أفاد مراسل “نداء الفرات” بريف ديرالزور أن آلاف الأطنان من حبوب القمح جلبها بعض التجار من محافظة الحسكة إلى مركز الـ “10 كم” بديرالزور، حيث تُعد هذه الحبوب من النوع الرديء والتي تم رفضها سابقاً من قبل إدارة قسد في الحسكة لسوء نوعها، مضيفاً: “إن القمح الذي تم توريده لمركز ديرالزور لا يصلح للاستهلاك البشري بسبب فساده ورداءة نوعيته، إلا أن اتفاقاً جرى بين التجار وبعض الشخصيات النافذة في دوائر قسد والمتحكمة بقوت الأهالي ينص على جلب تلك الحبوب الفاسدة وتخزينها في المركز ومن ثم طحنها وتوزيع طحينها على الأفران”.
مصدر خاص يوضح للشبكة:
حصل مراسل “نداء الفرات” على معلومات من أحد التجار المتعاملين مع قيادات قسد في المنطقة عند سؤاله عن مصير هذه الكميات من الحبوب الفاسدة فردَّ قائلاً: “إننا نشتري من المزارعين في محافظة الحسكة كميات كبيرة من الحبوب منتهية الصلاحية المرفوض استقبالها من قبل قسد والتي لا تصلح سوى لعلف المواشي بأسعار زهيدة ثم نقوم بتوريدها إلى مركز حبوب ديرالزور بسعر أعلى بما يضمن لنا مرابح جيدة ويجري ذلك بترتيب مع إدارة قسد في المنطقة”.
ويتم توزيع القمح المخزن في المركز بعد فترة إلى المطاحن التي تقوم بدورها بطحنه وتوزيع الطحين للمخابز والأفران تحت إشراف المجالس المدنية التابعة لقسد.
تأثير نوعية القمح السيئة على رغيف الخبز:
رصدت “نداء الفرات” آراء الأهالي وأصحاب الأفران في الريف الشرقي لديرالزور إثر عملية توريد الحنطة السيئة للمطاحن حيث أشاروا إلى أنها أثرت بشكل سلبي على جودة الخبز الذي يشترونه، فمع سرقة قوت الأهالي بعد معاناة طويلة مع زراعة المحاصيل وحصدها والتي من المفترض أن يتم توزيع أجود أنواع القمح للمطاحن ومن ثم للمخابز بدلاً من توزيع الرديء منها، ونقل أفضلها إلى جهات غير معروفة، أدى ذلك إلى شكاوي كثيرة من قبل أصحاب الأفران والأهالي بسبب رداءة رغيف الخبز في عموم المنطقة في وقت وصل فيه طمع التجار وجشع المنتفعين داخل صفوف قسد إلى التآمر على رغيف الخبز وقوت السكان.
في الوقت الذي يجد فيه ضعاف النفوس من التجار تربةً خصبةً لنمو جشعهم وطمعهم وذلك بالتنسيق مع مسؤولين في إدارة قسد بريف ديرالزور، تجد الطرف الآخر من الأهالي الذي أصبح جلُّهم من الفقراء والمساكين يقاسي مرارة الحرمان متشوقاً لأبسط حقوقه بحياةٍ كريمةٍ يعيشها مع أطفاله وأهله دون أن يستغل طرف يملك السلطة والقوة خيرات أرضه ويحتكر ثرواتها لصالح جيبه الخاص أو لمآرب الإفقار والتجويع.
This Post Has 0 Comments