أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
الخطر القادم من الشرق “جذور إيران الممتدة في سوريا”
بدأ التغلغل الإيراني منذ بداية الثورة السورية متمثلاً بدعم نظام الأسد المجرم بالقوة العسكرية واللوجستية، انتهاءً بحرب عقائدية أعلنت على “السُنَّة” في سوريا، وإحلال بديل عنهم وهم “الشيعة” بسبب ولائهم للطائفة العلوية الحاكمة لسوريا منذ 50 عاماً، لذلك يعد التواجد الإيراني في سوريا خطراً يهدد المسلمين ومقدساتهم لأنه سيغير من اعتقاد أجيال قادمة، ويجلب الحروب والدمار لهذه البلاد. لذا كان من الواجب المتحتم على شبكة “نداء الفرات” تبيان هذا الخطر ونشر تفاصيله.
السياسية الإيرانية في سوريا.
تعتمد إيران بالدرجة الأولى على وكلائها المحليين المنخرطين ضمن صفوف مليشياتها في تجنيد واستقطاب أكبر عدد من أبناء المناطق السورية المستهدفة؛ وذلك عبر مغريات تقدمها تلك المليشيات للمنضمين إليها، كرواتب مالية كبيرة أو إعطاء ضمانات عدم الملاحقة الأمنية، والإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية هكذا يكون في بداية الأمر، سرعان ما يتطور عندما تدخل تلك المليشيات عناصرها دورات فكرية وعسكرية تنشر فيها معتقدات شيعية متطرفة تخدم الدور الإيراني في الشرق الأوسط، لذلك ركزت إيران على شرق سوريا؛ وبالأخص مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بوابة سوريا ومنطلق التواجد الإيراني على أراضيها.
التوزع الإيراني في “البوكمال” بوابة الشرق
استغلت المليشيات الإيرانية هجرة غالب أهالي مدينة البوكمال إثر الحرب فبدأت بتوطين العائلات الشيعية الأجنبية (عراقية، إيرانية، أفغانية، باكستانية)؛ ولأجل ذلك خصصت أحياء في المدينة لتلك العوائل. ومن أجل حمايتهم أنشأت مقرات في مختلف أحياء المدينة حيث تتواجد مقرات لكل من مليشيا “فاطميون” و “حركة النجباء” و “حزب الله” و “الحرس الثوري الإيراني” و “الحشد الشعبي”،
حيث تتموضع تلك المقرات في محيط وداخل المدينة وأبرز ثكناتها “الفوج 47” ومطار “الحمدان” ومحطة “T2” في البادية وثكنة “الإمام علي” أكبر موقع عسكري للمليشيات الإيرانية في سوريا.
ثاني أكبر المراكز الإيرانية بديرالزور “الميادين”
ركزت إيران في مد جذورها على استهداف المدن الرئيسية في المنطقة، لذلك كان لمدينة “الميادين”، ثاني أكبر المدن بمحافظة ديرالزور، نصيباً كبيراً من الاهتمام الإيراني، فأنشأت فيها مركزاً ثقافياً يعمل على نشر التشيع وخصصت مركز “الكشافة” أو ما يعرف ب “كشافة المهدي” لاستقطاب الأطفال وأدلجتهم عقائدياً، كما أرسلت بعثات طلابية إلى إيران مدفوعة التكلفة لتعليم التشيع حتى يعودوا دعاة للتشيع بعد حين، كذلك بنت المليشيا المزارات الشيعية فرممت “مزار علي” بريف الميادين، ومرافق خدمية خاصة بعناصر تلك المليشيات، مثل مشفى “الشفاء” بمدينة “العشارة” ومشفى “الشفاء” بمدينة الميادين
، وعززت أيضاً من تواجدها العسكري حيث يعج شارع “التمو” بالميادين بمقرات المليشيات الإيرانية، والذي يشمل مقرات عسكرية ولوجستية في المدينة.
الصراع الروسي الإيراني على مدينة “ديرالزور” واستراتيجية إيران بعيدة المدى.
تعيش مدينة “ديرالزور” صراعاً على النفوذ بين الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية؛ وذلك لكونها مركز المحافظة ولاحتوائها على المؤسسات الحكومية والمناطق الحيوية للسكان، من أجل ذلك يتسابق كلٌّ من الاحتلالين الروسي والإيراني في زيادة النفوذ والسيطرة على المدينة، ورغم قوة الاحتلال الروسي إلا أن المليشيات الإيرانية تستخدم استراتيجية بعيدة المدى في السيطرة، فعملت على التركيز على نشر التشيع عبر منبرها “المركز الثقافي الإيراني” بديرالزور، وفي سبيل ذلك أعادت افتتاح حديقة “كراميش” تحت إشرافها، ونسقت فيها فعاليات ثقافية ورياضية لتسويقها بين الأهالي
، كما استولت المليشيات على منازل المدنيين في شارع “فيلات البلدية”، وحولتها إلى مقرات وسكن لعوائلهم، واستولت أيضاً على كتلة مباني بحي الرصافة،
كما اتخذت مراكز تعليمية وخدمية ثكنات لها، مثل بناء كلية التربية
ومبنى السرياتيل ومديرية التنمية؛ ولأجل عناصرها افتتحت مشفى “الفرات” الميداني كما وضعت حزاماً يحيط بمدينة ديرالزور عبر تأسيس مليشيات في بلدة “حطلة” وتوزيع نقاط عسكرية لها في بادية ديرالزور.
المليشيات الإيرانية تعزف على الوتر العشائري وأساليب أخرى للتجنيد
حرصت المليشيات الإيرانية في استخدام الانتماء العشائري المتصف بالقوة في مناطق ديرالزور، فأدخلت أفكارها عبر العزف على سنفونية “آل البيت” لاستقطاب أكبر قدر من أبناء كبرى العشائر السورية وهي عشيرة “البكارة” التي ينتهي نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تتموضع في العديد من القرى والبلدات بديرالزور، لذلك سارعت في تشكيل مليشيا تحت مسمى “لواء الباقر” بقيادة “نواف البشير” أحد شيوخ قبيلة” البكارة” والذي تم التبرؤ منه من قبل أبناء العشيرة بسبب تركه لصف الثورة السورية، وانحيازه لتنفيذ مشروع إيران في سوريا، كذلك ساهم الوضع المعيشي في انخراط الشباب ضمن المليشيات عبر إغرائهم بالمال، كما ركزت المليشيات على المقاتلين السابقين مثل عناصر مليشيا الدفاع الوطني، ومن كان يعمل ضمن صفوف الفصائل المسلحة مقابل ضمانات عدم الملاحقة الأمنية.
أبرز القياديين الأجانب بالمليشيات الإيرانية بديرالزور.
استطاعت شبكة “نداء الفرات” الحصول على أسماء العديد من قيادة المليشيات الإيرانية من الجنسية الأجنبية، حيث يشغل منصب القائد العام لجميع المليشيات العاملة بديرالزور “الحاج مهدي” ويشغل المدعو “كميل الإيراني” منصب نائب “الحاج مهدي” ومسؤول العلاقات العامة، كما عمل قائداً عسكرياً لمعظم الحملات العسكرية في المنطقة، ويعد المدعو “أميري” مسؤول الإمداد العسكري، أما مسؤول التدريب والمعسكرات فيدعى “آزاد”، فيما يشغل المدعو “كميل اللبناني ” القيادي في حزب الله اللبناني مسؤول الإعلام العام في المليشيات، ومسؤول الصحة يدعى “إحسان” فيما يتولى “الحاج رضا” مسؤول الديوان والذاتية، أما عن المدعو “الحاج أحمد” فهو قائد المليشيات في الميادين و”الحاج عسكر” قائد المليشيات في البوكمال وينوب عنه المدعو “سجاد” الإيراني.
القادة المحليين في المليشيات الإيرانية “ركيزة إيران في المنطقة”.
يعتبر القادة المحليون في المليشيات الإيرانية ركيزة إيران في المنطقة؛ إذ أنهم ساهموا في تغلغل المليشيات الإيرانية بين السكان المحليين باعتبارهم صلة وصل بين العناصر الأجانب وأبناء البلد. ومن هؤلاء الذين كانوا مطية إيران في سوريا، المدعو” عامر الحسين” مسؤول العلاقات العامة في “المركز الثقافي الإيراني” بديرالزور و “راشد الفيصل” منسق “المركز الثقافي الإيراني” منبر التشيع في المنطقة ويشغل المدعو “طارق ياسين المعيوف” منصب قائد مليشيا حزب الله السوري في بلدة “حطلة” بريف ديرالزور، ويعمل “ياسر حسين الرجا” منسق الحسينيات ودور التشيع، وعليه توكل كافة الأنشطة الشيعة في ديرالزور، إضافة إلى المدعو “داوود الطوكان” منسق عام لمليشيا “هاشميون” بديرالزور، كذلك المدعو “سامر صوفان” قائد ميداني و “فراس الهنيدي” قائد مليشيا زين العابدين، و “مسعود العباس” قائد مليشيا أبو الفضل العباس في الميادين، و “أبو عيسى الحمدان” قائد الفوج 47 التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال، وآخرون أيضاً كانوا أعواناً للمحتل الإيراني.
ورغم حجم الخطر الكبير الذي يعصف بالمنطقة الشرقية، مهد العشائر السورية المحافظة وسلة سوريا الغذائية، هذا الخطر المتمثل بسيطرة إيران بشكل كلي على المنطقة وتجذرها في السكان المحليين عبر ضعاف النفوس وتغيير معتقدات وعادات أبناء المنطقة التي لطالما كانت سداً منيعاً بوجه الغزاة، ولطالما اعتزت بهويتها المسلمة السنية المرتبطة بنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، إلا أن هذا الحصن “ديرالزور” بات مهدداً، بعد الحرب الكبيرة بحقه وبحق اعتقاده، ليتسنى لإيران مسخ الهوية الإسلامية وإنشاء جيل ينتشر فيه الفساد والفقر ضائع لا يعرف الصواب، فيكون أداة تستخدمها إيران لتوسيع نفوذها الفارسي تحت اسم التشيع، فإذا انكسر هذا الحصن فإن من الصعب إعادته، لذا من الواجب على جميع العرب والمسلمين التوحد لوقف تمدد إيران بالمنطقة؛ ولوقفها عن نشر الاعتقادات الباطلة، وتضليلها للشعوب المسلمة في الشرق الأوسط.
إعداد وتحرير :مصطفى العلي
This Post Has 0 Comments