ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن تركيا قدمت مقترحًا رسميًا إلى الولايات المتحدة يتضمن استعداد أنقرة…
قراءة للأحداث الجارية بدير الزور، التصعيد العسكري وخفاياه
تشهد محافظة ديرالزور أكبر تصعيد عسكري بين الأطراف العسكرية المتصارعة منذ انتهاء المعارك مع تنظيم داعش، وبينما تتجحفل الجيوش وتسود العروض العسكرية تكثر الشائعات والتكهنات حول الأهداف والأسباب والغايات، فكان لا بد من نبذة حتى لا يضيع المتابع بالمجريات.
أرتال قسد وعلاقتها بالعمل العسكري المرتقب
يظن الكثير من الأهالي والمتابعين أن الأرتال العسكرية التي دفعت بها قسد من محافظتي الرقة والحسكة هي تجهيز للعمل العسكري الذي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية شنه بالاشتراك مع قوات عشائرية وثورية وهذا خطأ، إذ أن هذه القوات التي وصلت ليست لمقاتلة النظام السوري المجرم ولا الميليشيات الإيرانية وذلك بسبب العلاقة الوطيدة التي تجمع بين قيادة قسد “قيادات قنديل” مع نظام الأسد وإيران وروسيا، أضف إلى ذلك أن قيادات قسد لطالما كانت تذكر أنهم لن يقاتلوا النظام السوري، بل يطمحوا أن يكونوا جزءاً من جيشه مقابل الاعتراف بإقليم كردستان في سوريا.
لماذا ترسل قسد قوات عسكرية إلى ديرالزور؟
بحسب مصادر خاصة لشبكة نداء الفرات فإن السبب الرئيسي للقوات التي دفعتها قسد إلى ديرالزور هو تمكين قبضة سلطة قسد وقيادة قنديل، وذلك بسبب تحركات قام بها قائد مجلس ديرالزور العسكري أحمد الخبيل “أبو خولة” تهدف لإنشاء مكون عربي مستقل عن قسد ويتبع بشكل مباشر للقيادة الأمريكية وهو المخول الوحيد بحكم المناطق العربية، مما يعني انتزاع مساحات شاسعة من قيادة قنديل الأمر الذي دفعها للتحرك ، لذلك نُشرت القوات على طول مناطق ريف ديرالزور كما سُحب مقاتلو مجلس ديرالزور العسكري ووُضعوا في ثكناتهم لتسهيل السيطرة عليهم.
ما سبب تحرك المليشيات الإيرانية وعصابات الأسد بالجهة المقابلة؟
بحسب المعلومات الأولية فإن تحركات الميليشيات الإيرانية وعصابات الأسد بالجهة المقابلة لمناطق سيطرة قسد على طول خطوط التماس بدير الزور ما هي إلا لتعزيز الثقة في نفوس مقاتلي تلك الميليشيات، كما أنها عروض عسكرية موازية لما تفعله قسد، كذلك يخشى النظام السوري المجرم من بدء العمل العسكري الأمريكي المرتقب والذي يهدف لقطع طرق إمداد إيران من خلال السيطرة على مدينة البوكمال بحسب ما تشير تلك المعلومات، من جهة أخرى فإن القوات المشاركة في العروض العسكرية هم من أبناء المنطقة ولو أن عصابات الأسد تعتقد بقرب العمل العسكري لجلبت قوات عسكرية كبيرة من محافظات أخرى.
هل هناك عمل أمريكي تجاه سيطرة عصابات الأسد؟
روجت العديد من الفصائل المنضوية تحت القيادة الأمريكية مثل جيش سوريا الحر وبعض تشكيلات قسد أن هناك تواصل وتنسيق من أجل تجهيز قوات مهمتها وصل مناطق قسد بمنطقة التنف وقطع طريق إمداد الميليشيات الإيرانية عبر السيطرة على مدينة البوكمال، حيث جرت تدريبات بالذخيرة الحية لجيش سوريا الحر منذ أيام، كذلك كان هناك تواصلات مع شخصيات عشائرية وثورية في تركيا لتجنيد مقاتلين لهذه المهمة، إلا أن التحركات العسكرية لقسد ليس لها علاقة بالعمل العسكري، فحتى اللحظة لم تُجمع القوات ولم تقسم المحاور ولا حتى نزل المقاتلون من دول الجوار ، كذلك المجريات السياسية لا تسمح بعمل عسكري، سيما أن أمريكا لا تنوي الدخول بعمل عسكري مباشر تجاه عصابات الأسد، مما يرجح أن الأرتال هي لفرض وتقوية نفوذ وسيطرة قسد في مناطق ديرالزور ليس إلا.
وفي ظل موجة التكهنات والإشاعات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي تبقى فرضية شن عمل عسكري أمريكي في الوقت القريب مجرد شك في حين تستغل قسد _قيادة قنديل_ الموقف في تعزيز وجودها وتثبيت جذورها تحت ذريعة الحشد العسكري للمعركة، مما يمكنها من سحب البساط من تحت القيادة العربية الموجودة وإخضاع ديرالزور لسلطة قنديل بعد أن كانت شوكة تؤرق أحلام الأوجلانيين في بناء مشروع روجافا الانفصالي.
إعداد وتحرير: مصطفى العلي
This Post Has 0 Comments