Skip to content

الحقبة الأسوأ في تاريخها… مدينة الرقة في ظل حكم قسد

مدينة الرقة حاضرة الخليفة العباسي هارون الرشيد المتربعة على نهر الفرات وذات المجتمع الشرقي والإسلامي السُّني المحافظ، هذا ما يخطر على بال المرء إذا ما ذُكِر اسم مدينة الرقة أمامه، المدينة التي تشتهر بخيراتها الوفيرة وبساتينها ومياه فراتها العذبة تعيش اليوم مرحلة قد تُعد الأسوأ والأخطر في تاريخها، حيث تُسيطر عليها ما تُعرف بقوات سوريا الديمقراطية أو قسد منذ عام 2017 بعد طرد تنظيم داعش منها، وللحديث أكثر عمّا تمرُ به هذه المدينة سنمرُّ على بعض التفاصيل التي حصلت عليها شبكة نداء الفرات من مصادر خاصة والتي لا تُمثل سوى غيض من فيض مما يجري في الرقة.

انتشار المخدرات في المدينة
نبدأ بالحديث عن آفة العصر وهي انتشار المخدرات إذ تشهد الرقة انتشاراً غير مسبوق لتجارة وتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وخاصة مادة الكريستال أو ما تُعرف محليا باسم ”الاتش بوز” دون أي اكتراث بمضار هذه المواد سواء على الفرد أو المجتمع، ولا يقتصر التعاطي والإدمان والاتجار على الشباب فقط بل إن الأمر تعدى إلى نساء وفتيات المدينة.

وقد ذكرت مصادرنا الخاصة من مدينة الرقة بأن عناصر وقيادات من قسد هم من يشرفون على استيراد المخدرات بأنواعها من مناطق سيطرة عصابات الأسد وترويجها في المدينة، وجندوا لذلك عدداً من أبناء المنطقة حتى أصبح لكل حارة من حارات مدينة الرقة تاجراً خاص بها وقد حصلت نداء الفرات على أسماء عدد من تُجار المخدرات والأماكن التي يبيعون فيها أيضاً، مثل ق.ي الذي ينشط في شارع تل أبيض وشارع الوادي و ع.ز المروج في حارة كراج البولمان.

ويُذكر أن قناة العربية السعودية والتي تُعتبر من داعمي قسد إعلامياً، كانت قد أوردت في تقرير مرئي معلومات حول تجارة وتعاطي المخدرات في الرقة، لتقوم قسد بشن حملة إعلامية على القناة عبر أذرعها الرديفة زاعمة أن المعلومات التي وردت في تقرير العربية غير صحيحة ومضللة.

نتائج التعاطي على السكان
ولا يقف دور المخدرات على الإدمان والاتجار بها، بل تخطى ذلك بكثير، إذ قام شاب بحرق زوجته بسبب رفضها إعطاءه المال لشراء المخدرات، وأقدم آخر على قتل والده لذات السبب، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد حيث ذكر عدد من أهالي المدينة بأن متعاطيي المخدرات أصبحوا يجبرون ذويهم من النساء على التعاطي ومن هذا المأخذ يبدأ المتعاطي بالترويج لفضائع أكبر كالدعارة والفجور والزنى والاغتصاب بل وحتى القتل.

تفشي ظاهرة الانحلال الأخلاقي
وعلى ذكر الدعارة، تشهد المدينة حالة انحلال أخلاقي تُنافي وتخالف بيئتها الإسلامية والشرقية المحافظة، وتتعدى هذه الحالة متعاطيي ومروجي المخدرات لتنتشر في أوساط طلبة المدارس والمعاهد التعليمية ومرتادي الأسواق والحدائق العامة وفتح بيوت خاصة لممارسة هذه الأفعال المنحرفة، ويُشرف على هذه البيوت عناصر قسد بشكل مباشر حيث حصلت نداء الفرات على اسم مسؤول المقاصف ودور الدعارة والنوادي الليلية وهو كردي يُدعى ”دليل”، وأخرى تُدعى ش.ق تعمل على تشغيل النساء والفتيات ضمن شبكات الدعارة.

وتشير التقارير الواردة من مدينة الرقة إلى انتشار التحرش في الأسواق دون رادع، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة ”المواعدة” في الحدائق العامة وخاصة حديقة الرشيد وتحت الجسر الجديد الذي افتُتِح قبل فترة وجيزة وفي معاهد طلاب المراحل الثانوية، مما يُشير إلى حجم كارثة الفساد الأخلاقي الذي تعاني منه المدينة.

فساد القطاع الطبي والخدمي
معاناة أهالي مدينة الرقة لم تقتصر على المخدرات والانحلال الأخلاقي بل تعدتها إلى فساد القطاع الطبي ضمن المشافي العامة وحتى الخاصة، حيث يعاني السكان من الإهمال الطبي وسوء معاملة الكوادر الطبية لهم.

وبعيداً عن القطاع الطبي يشتكي الأهالي من رداءة الخبز الموزع من قبل أفران المدينة وعدم صلاحيته للاستخدام البشري في غالب الأحيان وانقطاعه -رغم رداءته- المتكرر، وتعمّد إذلال الأهالي من قبل مندوبي الخبز، وعلى صعيد آخر يواصل مندوبو الغاز المعتمدين لدى قسد ببيع أسطوانة الغاز بسعر 10 دولارات أمريكية رغم إصلاح معمل السويدية وعودته للخدمة.

فساد القطاع التعليمي
وذكرت مصادرنا بأن قطاع التعليم الذي يُعتبر الأكثر أهمية فرضت فيه قسد مناهجها الخاصة الداعية إلى أفكار إلحادية وشاذة تُخالف فطرة وتوجه أهالي المدينة، وفرضت من خلال مناهجها تدريس سيرة ”عبدالله أوجلان” زعيم حزب العمال الكردستاني وأظهرته بمظهر البطل -بخلاف حقيقته-، في حين منعت قسد المظاهر الإسلامية منعاً باتاً وفرضت الاختلاط في المدارس ما أدى إلى حالة متردية كما أسلفنا سابقآ، وتقوم قسد باعتقال أو طرد كل من يُخالف أو يرفض مناهجها وأفكارها في سياسة تعسفية مشابهة لسياسة عصابات الأسد.

التجنيد الإجباري
وبين هذا وذاك وفي ظل انشغال أهالي المدينة لتأمين لقمة عيشهم والمحافظة على أبنائهم، تقوم قسد بفرض حملة تجنيد واسعة تستهدف شُبّان المدينة حيث اعتقلت عشرات الشُبّان في الأيام الماضية وأرسلتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري.

وتستمر قسد -المرتبطة بحزب العمال الكردستاني- غير آبهة بأي معارضة داخلية كانت أو خارجية بفرض الحال التي ذكرناها على مدينة الرقة مستهدفة بذلك هذه المدينة العربية السُّنية في إطار تغيير هويتها الثقافية والدينية بل وحتى العرقية، وكل ذلك يجري بدعم مباشر من قبل دول التحالف الدولي وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، الذين يدعون أنهم مع مطالب الشعب السوري ويدعمونه في نيل حريته.

إعداد وتحرير: قاسم الفارس

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top