Skip to content

مظلوم عبدي يزوّر الحقائق التاريخية ويعزف مجدداً على وتر الحوار

جدد المدعو مظلوم عبدي المنحدر من مدينة عين العرب شرق حلب وهو زعيم ما تُعرف بقوات سوريا الديمقراطية قسد دعواته للحوار مع كافة الأطراف المعنية بالشأن السوري ما فيها تركيا والثوار المتواجدين في الشمال المحرر وعصابات الأسد، في معرض حديث له بذكرى ما تُسمى بثورة ١٩ تموز، التي لا يعرف الشعب السوري من قام بهذه الثورة أو على من ثارت بالأساس.

ما هي ثورة ١٩ تموز
بدايةً اتحدث عما تُسمى بثورة التاسع عشر من تموز عام ٢٠١٢ والتي يتغنى بها إعلام قسد على أنها هي التي جلبت الأمن والازدهار لمناطق شمال وشرق سوريا، هي كانت ثورة ولكن بالمعنى المضاد وليست كما يروج لها إعلام قسد، فهي كانت عبارة عن عملية تسليم قامت بها عصابات الأسد لعدة مدن سورية إلى ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي القادم من شمال العراق وجنوب تركيا في خطوة استباقية بعد تحرير مدن اعزاز والباب وجرابلس وموجة الانشقاقات التي عصفت بصفوف ميليشيات الأسد، حيث سلمت عصابات الأسد مدن عفرين وعين العرب لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي بالإضافة إلى حي الشيخ مقصود في مدينة حلب لقطع الطريق على الثوار.

وقامت ميليشيا الحزب في اليوم التالي والذي صادف يوم الجمعة ٢٠ تموز ٢٠١٢ باستلام مباني ميليشيات الأمن في كل من المالكية وعامودا شمال الحسكة وذلك عقب المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد التي خرجت في هذه المدن، وادعت حينها ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي أنها على الحياد وليست ضد أي طرف، في حين أثبتت الوثائق المسربة أن عصابات الأسد هي من دعمت وسهّلت دخول الميليشيا المرتبطة بحزب العمال الكردستاني إلى سوريا.

وبالعودة إلى حديث مظلوم عبدي عمّا تُسمى بثورة ١٩ تموز فقد قال أنها كانت بداية مرحلة جديدة، حيث كانت الأطراف المتنازعة آنذاك تخوض حرباً للاستيلاء على السلطة وتهميش المكون الكردي في تزوير مفضوح للحقائق التاريخية، إذ أن الثورة السورية التي قام بها الشعب السوري كانت قد بدأت بالمظاهرات السلمية وتحولت إلى مُسلحة في عام ٢٠١٢ لحماية المتظاهرين من بطش عصابات الأسد، بالإضافة إلى أن الأكراد كانوا جزءاً من الثورة السورية التي انطلقت عام ٢٠١١ وشهدت مدن عامودا والمالكية وعين العرب العديد من المظاهرات السلمية قبل أن تحتلها ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي وتقمع هذه التظاهرات نيابة عن عصابات الأسد.

وأضاف عبدي أن جميع القوات المتواجدة على الأرض السورية كانت مدعومة خارجياً ولم تكن حريصة على مصالح الشعب السوري، وجميعها تشكلت على أساس التطرف الديني والعنصرية والتعصب القومي، وتناسى عبدي أن الميليشيا التي يقودها مدعومة من قبل الولايات المتحدة وقوى أوربية وإقليمية أخرى ناهيك عن أن ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي تشكلت بالأصل على أساس عنصري عرقي مُدعيّة حماية المكون الكردي الذي ذاق من هذه الميليشيا الويلات من قمع وخطف للأبناء وإرسالهم إلى شمال العراق لتجنيدهم إجبارياً في صفوف حزب العمال الكردستاني.

الحديث عن الانتخابات البلدية
وفي معرض حديثه قال عبدي أن مسألة الانتخابات التي تنوي قسد إجراءها تضخمت كثيراً وهذا حق من حقوق الشعب على حد زعمه، ولم يتطرق عبدي إلى تأجيل أو إلغاء الانتخابات بعد الأنباء التي أفادت عن إلغاءها بسبب الضغط التركي على داعمي قسد، حيث تعتبر تركيا هذه الانتخابات محاولة لشرعنة وجود ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصنفه تركيا على لوائح الإرهاب.

العزف على أوتار الحوار
مظلوم عبدي قال أنه مستعد للحوار مع جميع الأطراف في سوريا بما فيهم الثوار في ادلب وعفرين وتركيا وعصابات الأسد، وبين عبدي أن قسد على تواصل دائم مع عصابات الأسد، وأنهم يدعون إلى الحوار بشروطهم ومنها الاعتراف بالإدارة الذاتية وفرض اللغة الكردية كلغة أساسية إلى جانب العربية وطالما لقيت هذه الشروط رفضاً تاماً من قبل عصابات الأسد.

وعلى صعيد آخر قال عبدي أنه منفتح للحوار مع تركيا والمعارضة بشرط إنهاء ما أسماه باحتلال عفرين ورأس العين وتل أبيض، والسؤال هنا يطرح نفسه هل سيقبل عبدي إنهاء احتلال قواته لديرالزور وأرياف الحسكة والرقة وتسليمها للثوار أبناء الأرض بمقابل عودته إلى عفرين؟

التطبيع بين تركيا وعصابات الأسد
وفي هذا الصدد استبعد عبدي حصول اتفاق بين تركيا وعصابات الأسد في الوقت الحالي، قائلاً أن المشكلات كبيرة ولا يمكن حلها بوقت قصير، وأضاف عبدي أن تركيا تهدف إلى القضاء على قواته من خلال التطبيع مع عصابات الأسد وهو ما صرحت به تركيا فعلاً على لسان مسؤوليها.

ختاماً أقول أنه من المثير فعلاً محاولة شخص كمظلوم عبدي تزوير الحقائق التاريخية والطعن بالثورة السورية التي عايشناها ورأينا تفاصيلها كاملة، لكن ليس ذلك بغريب على من انتمى لحزب العمال الكردستاني وقاتل بصفوفه ويحمل فكره المُنافي للقيم الأخلاقية وأعراف وعادات الأهالي في شمال وشرق سوريا والأكراد منهم خصوصاً.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top