انتهت اليوم الثلاثاء اجتماعات مسار أستانة بنسخته الثانية والعشرين التي تُعقد في العاصمة الكازاخية بين…
قراءة حول العملية الأمنية لقسد في مخيم الهول
قراءة حول العملية الأمنية لقسد في مخيم الهول
أطلقت ما تسمى بـ “قوات الأمن الداخلي” التابعة لقسد عملية أمنية أسمتها “الأمن الدائم” وكان الهدف المعلن هو “تطهير مخيم الهول والمناطق المحيطة به من فلول تنظيم داعش والمتعاونين معه”، وقد بدأت العملية في مخيم الهول، الذي يعتبر من أكثر المواقع حساسية لاحتوائه على أعداد من أفراد عائلات عناصر داعش الأجانب بالإضافة لمئات العوائل من المدنيين، وامتدت العملية لتشمل محيط المخيم الذي يواجه تحديات أمنية تمثلت بعمليات التهريب للمواد الغذائية وغيرها إضافة لتهريب الأشخاص، بعد تضييق الخناق على من قبل قوات قسد.
“الأمن العام” ورواية قسد
تواصل قسد وغرفة العمليات التابعة لها والمؤلفة من قوات خاصة من الأمن الداخلي “HAT” و “وحدات حماية المرأة”، لليوم الرابع على التوالي، حملات التفتيش والمداهمات في مخيم الهول ومحيطه بريف الحسكة تحت عنوان حملة “الأمن العام”، حيث انتقلت الحملة الأمنية، صباح اليوم السبت، من قطاع المهاجرات، الذي تم الانتهاء منه مساء أمس، إلى القسم السابع الذي يضم لاجئين من العراق، وأسفرت العملية عن اعتقال مجموعة من الشباب في القسم الخامس السوري، دون توجيه اتهامات مباشرة لهم.
تقول قسد أن هدف عمليتها “الأمن الدائم” هو القضاء على الشبكات النشطة لداعش داخل المخيم والمناطق المحيطة، وتفكيك ما قالت أنها “البنية التحتية للمنظمة الإرهابية داخل المخيم”، بما في ذلك الخنادق والمعدات الإلكترونية المستخدمة للتواصل والتنظيم على حد وصفها، إذ تعتبر قسد أن مخيم الهول هو مصدر قلق لها ويشكل نقطة لقاء لتنظيم داعش لإطلاق عملياته ضدها.
ما الذي حصل خلال عملية قسد؟
1- اليوم الأول: انطلقت العملية بحملات تفتيش واعتقالات كبيرة شملت كافة الأقسام داخل مخيم الهول والمناطق المحيطة به، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 20 شخصا، اتهمتهم قسد بالانتماء لتنظيم داعش أو ممن يمولونه، حيث تقدر مساحة المخيم بـ 100 كم².
2. في اليوم الثاني: استمرت العملية الأمنية ولكن بتشديد أمني كبير وأكثر شراسة من اليوم الأول، بعد أن اعتقلت القوات المداهمة أكثر من 40 شخصاً معظمهم من المدنيين، وصرحت قسد بإنها صادرت كميات من الأسلحة والذخيرة، في حين شكك كثيرون في إمكانية وجود أسلحة وذخائر لا سيما مع التشديد الأمني الذي تفرضه قوات قسد منذ سنوات.
3. اليوم الثالث: دخلت العملية مرحلتها الثانية، إذ بدأت القوات بعمليات البحث والتفتيش داخل “قسم المهاجرات” وهو القسم الذي تعتبره قسد القسم الأخطر مع العلم أنه لا يحتوي سوا النساء والأطفال من عوائل عناصر التنظيم المعتقلين لدى قسد أو ممن قتلوا سابقاً، وكانت نتائج هذه المرحلة هو اعتقال 16 شخصا جديدا، بالإضافة إلى إعلان قسد عن اكتشاف خنادق وأجهزة إلكترونية وأدوات اتصال!! وهذا يطرح الكثير من علامات الاستفهام، حول كيفية توفر هذه الأدوات من خنادق وأجهزة إلكترونية داخل بقعة جغرافية صغيرة جدا كمخيم الهول مع حجم الحراسة الصارمة والطوق الأمني المفروض في محيطه، وهذا إن صح فإنه يضع آليات التفتيش والمراقبة لدى قسد موضع الاتهام بالفساد أو التغاضي عن نشاط داعش لإيصال الأمور إلى ما وصلت إليه.
4. اليوم الرابع: استمرت حملات الدهم والاعتقال التفتيش داخل “قسم المهاجرات”، وتوسعت العمليات لتشمل قسم العراقيين، ويضم جميع العوائل العراقية التي انتهى بها المطاف في مناطق سيطرة قسد وجل هؤلاء المحتجزين هم من المدنيين الذين كانوا يقطنون في محافظات ديرالزور والحسكة بدافع العمل أو التنقل عبر هذه المناطق إلى الشمال السوري وتركيا، قبل أن تحتجزهم قسد في المخيم.
ما حقيقة حملة قسد الأمنية؟
تستمر عملية “الأمن الدائم” وتشهد تطوراً واضحاً في التشديد الأمني على المحتجزين في المخيم وسط محاولة تعزيز تهمة “الدعشنة” على جميع قاطني المخيم، كما يرى كثيرون أن قسد تتخذ من مخيم الهول شماعة لإيصال رسائل على وجهين أحدها إثبات وجودها والحضور الدائم لقبضتها الأمنية وأن لديها القدرة المستمرة لإطلاق حملات عسكرية وأخرى أمنية، ورسالة ثانية للتحالف الدولي أن لا مناص من إبقاء التحالف معها قائماً، وهذا ما ظهر جلياً خلال تهنئة المسؤول العام لقسد “مظلوم عبدي” للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية قبل أيام
وإلى جانب انتهاكات قسد بحق النساء والأطفال في المخيم والأشخاص المدنيين الذين لم يثبت تورطهم بأي قضية أو تهمة، فإن قسد تواجه تهما بمحاولة ابتزاز قوات التحالف من خلال التهديدات المبطنة بإطلاق يد داعش في المنطقة، الأمر الذي سيسبب فوضى عارمة وتهديدا للقواعد الأمريكية، فهي (قسد) تعتمد على مثل هذه العمليات في تعزيز صورة قواتها الأمنية والعسكرية أمام التحالف الدولي، وهذا أيضا يثير تساؤلات لدى كثيرين ويضع قسد في خانة الاتهام، وذلك حول جديتها في إنهاء معضلة “مخيم الهول” بدل استخدامها كشماعة أو حقل تجارب لعملياتها الأمنية والعسكرية ضد العزل المحتجزين داخله، وقطع الطريق أمام استخدامه من قبل عناصر داعش الفارين كمنطلق لعملياتهم الأمنية ضد قسد والتحالف.
This Post Has 0 Comments