Skip to content

بين شباط ٢٠٢٣ وآذار ٢٠٢٥… قسد تتحول إلى ”حمامة سلام”

بعد الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الساحل السوري مطلع شهر آذار المنصرم وما رافقها من قيام فلول النظام البائد بالغدر بقوات الأمن العام ووزارة الدفاع واعتدائهم على المدنيين، ومحاولة اتهام الحكومة السورية بأنها مسؤولة عن حدوث مجازر بحق سكان الساحل عبر هجوم إعلامي منسق بين وسائل إعلام تتبع للنظام البائد وحلفائه الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبنانية ودول إقليمية أخرى… دخلت قسد لتشارك في هذا الحدث عبر إظهار نفسها بأنها تدعم أقليات الشعب السوري.

وسائل إعلام قسد الرسمية والمحسوبة عليها لم تتدخر جهداً منذ بداية المعارك في الساحل، وأصبحت بمثابة إعلام رديف لفلول النظام البائد حيث تبنت روايتهم وعملت على شيطنة قوات الحكومة السورية، وإظهار الدولة السورية بمثابة نظام ديكتاتوري جديد بحسب زعمهم من جهة.

ومن جهة أخرى تحولت قسد إلى ”حمامة سلام” عبر قيامها بإرسال قوافل ”مساعدات إنسانية” إلى سكان الساحل السوري، ورافقت هذه القوافل قنوات إعلامية تتبع لقسد وميليشيا حزب العمال الكردستاني، حيث تحولت هذه القنوات من تغطية أعمال توزيع المساعدات إلى توثيق انتهاكات مزعومة من قبل قوات وزارة الدفاع والأمن العام عبر عقد لقاءات مع بعض السكان، فيما لم تظهر على هذه القنوات أي شهادة عن غدر الفلول رغم تبنيهم لهذا الأمر.

نستذكر هنا شهر شباط من العام ٢٠٢٣ بعد حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري المحرر آنذاك، حيث انطلقت في تلك الفترة مبادرة أهلية في المنطقة الشرقية لإغاثة منكوبي الزلزال في الشمال، تمكن فيها أبناء المنطقة الشرقية من تسيير قافلة مساعدات ضخمة بجهوهم الخاصة.

عملت قسد آنذاك على عرقلة القافلة ومنعت عبورها إلى مناطق الشمال لعدة أيام، فضلاً عن عدم مشاركتها في دعم جهود الأهالي، ودعم الحملة المنطلقة في المناطق التي تسيطر عليها في المحافظات الشرقية.

وهنا نرى ازدواجية المعايير التي تتبعها قسد في التعامل مع أطياف الشعب السوري، إذ أن منكوبي الزلزال وأصحاب حملة فزعة الشرقية كانوا من أبناء أكثرية الشعب السوري، بعكس ضحايا المجازر المزعومة في الساحل الذين يعتبرون من الأقليات، حيث تعمل قسد على إظهار نفسها بأنها حامي الأقليات عبر دعمها الإنساني المزعوم لسكان الساحل والجنوب السوريين في محاولة لضرب السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الذي تعمل الدولة السورية على إرساءه.

يُذكر أن الدولة السورية اعترفت بحدوث انتهاكات محدودة في الساحل السوري، فضلاً عن ارتقاء المئات من عناصر قوات الأمن العام ووزارة الدفاع بعد غدر الفلول الذين أقدموا على ارتكاب مجازر شنيعة بحق السكان، حيث لم تتطرق وسائل إعلام قسد لأي من الأحداث المذكورة واكتفت بدعمها لفلول النظام البائد إعلامياً بشكل غير مباشر.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top