Skip to content

مجزرة القورية.. حين هُشِّمت البراعم بقنابل روسيا والأسد

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر حزيران عام 2016 وفي بلدة القورية الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة ديرالزور، وبينما كان الناس آمنين مطمئنين شنت طائرات روسية غارات على البلدة موقعة مجزرة مأساوية لا تزال آثارها عالقة ببال من كتب الله لهم النجاة منها.

ففي ظهيرة ذلك اليوم، نفذت طائرات حربية روسية غارتين جويتين متتاليتين على بلدة القورية، استهدفت الأولى محيط مسجد الإيمان أثناء صلاة الظهر، وهو وقت تكون فيه المنطقة مكتظة بالمصلين.

وبعد دقائق، وعندما هرع المدنيون والمسعفون لإنقاذ الضحايا، عادت الطائرات ونفذت غارة ثانية على نفس الموقع، ما أدى إلى مجزرة مروعة أوقعت العشرات غالبيتهم نساء وأطفال.

ووفقًا لتقارير متعددة، فإن الغارات استهدفت منازل المدنيين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وقد استخدمت في الهجوم قنابل فراغية وعنقودية، ما أدى إلى دمار واسع في الأبنية السكنية وصعوبة في التعرف على الجثث بحسب بعض المصادر.

حيث أن الضحايا كانوا بمعظمهم من عائلات مدنية، ولم يكن هناك أي وجود لمقرات عسكرية أو لتنظيمات مسلحة في المنطقة المستهدفة، بحسب ما أكده شهود عيان وناشطون.

تفاوتت التقديرات حول عدد الضحايا، حيث وثقت بعض الجهات مقتل 62 شخصاً بينهم 30 طفلًا و20 امرأة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن العدد قد تجاوز 80 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، كان كثير منهم في حالات حرجة.

حيث أفاد أحد الناجين من المجزرة بقوله:: “إن الطائرات كانت تحوم فوق المنطقة، ثم فجأة سقطت القنابل على المنازل والمسجد، ولم نكن نعلم من نُنقذ أولاً، الأطفال أم النساء أم الجرحى”.

ووصف آخر هول الفاجعة بقوله “الناس كانوا يركضون في كل الاتجاهات، بعضهم فقد أفراداً من عائلته بالكامل، وآخرون كانوا يبحثون عن أطفالهم تحت الأنقاض”.

هذه الشهادات تعكس حجم المأساة التي عاشها سكان القورية في ذلك اليوم، وتُظهر كيف استُهدفت منطقة مدنية بالكامل دون وجود مبرر حقيقي إلا دموية الأسد وحليفه الروسي.

هذا وقد صرح ناشطون أن معظم القتلى كانوا من عائلة واحدة، وتم توثيق عدد من أسماء الضحايا ، الذين كان من بينهم الأسماء :

1- مثنى حميد السلطان مع أفراد من عائلته (6 أشخاص)

2- وهاب الحميد مع أفراد من عائلته (4 أشخاص)

3- محمد العيد الرميح مع أفراد من عائلته (6 أشخاص)

بالإضافة إلى عشرات الأشخاص في مسجد الإيمان ومحيطه لم يتم التعرف على هوياتهم
لاختفاء معالمهم، وقد تم دفن بعضهم في مقابر جماعية.

وسائل إعلام النظام المخلوع زعمت أن الغارات استهدفت مواقع لتنظيم داعش الذي كان يسيطر على المنطقة، لكن الصور والفيديوهات كانت كفيلة بتفنيد روايات الأسد وحليفه الروسي الذي نفذت طائراته تلك المجزرة.

-بينما أعربت منظمة اليونيسيف عن أسفها الشديد لمقتل 25 طفلاً في المجزرة، مؤكدة أن المناطق كانت مكتظة بالسكان، بما في ذلك مسجد الإيمان، ودعت إلى حماية الأطفال من ويلات الحرب.

هذه المجزرة كانت واحدة من أكثر الهجمات دموية في ريف دير الزور خلال عام 2016، وتركت أثراً بالغاً في الذاكرة المحلية، خاصة أن معظم الضحايا كانوا من عائلة واحدة.

مجزرة القورية تبقى جرحاً غائراً في ذاكرة أهالي دير الزور، وقد حاولنا في هذا التقرير الإضاءة والتذكير بمجزرة واحد من مئات المجازر التي ارتكبها النظام وحلفاؤه في المحافظة توثيقاً للحقيقة، وحفظاً لبعض أسماء من رحلوا…فالعدالة، وإن تأخرت، لا بد أن تأتي.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top