يُعتبر التاريخ مرآة الحاضر ومن أجل فهم ما يجري في وقتنا الحالي يجب التمعن في…
“فيروس كورونا والواقع الصحي في مناطق ريف دير الزور”
مقال رأي
مع انتشار فيروس كورونا في أغلب بلدان العالم والذي شكّل تحدياً خطيراً واستثنائياً للحكومات والأنظمة في العصر الحديث، بدأت قسد متمثلة في المجلس المدني في ديرالزور بالعمل إعلامياً على أنها مواكبة في مراقبة وباء فيروس كورونا في مناطق ريف دير الزور، وأنها أعدت العدة، واتخذت كافة الاستعدادات والتدابير لمواجهة دخوله ومنع انتشاره في المنطقة، وعندما نقول إعلامياً: فإن الواقع الصحي في المنطقة يعرفه القاصي والداني وبجولة على النقاط الطبية -التي تسمّى جزافاً “طبية”- يمكن أن يكتشف المرء ضعف القطاع الصحي ورداءته في المنطقة.
إن الفساد المستشري، وتردي الخدمات الصحية جعلت القطاع الصحي عاجزاً على تحقيق رعاية طبية مقبولة لسكان المنطقة في ظل انتشار الأمراض والأوبئة فيها حيث ظهر عجز المسيطرين على المنطقة عن القيام بدورهم الفعال فيها قبل انتشار وباء كورونا فكيف ستكون الأوضاع في حال استشرى هذا الوباء في المنطقة – لا قدر الله- فمما لاشك فيه أن الأمور ستكون كارثية بامتياز.
ومع هذا وذاك لا يسعنا إلا أن نذكر ما يجري على الأرض من سير للأمور نحو منحىً إيجابي حيث بدأ السكان بتطبيق حجر صحي ذاتي، إضافة إلى قيام قوات الأمن الداخلي وقوات التدخل السريع في المساهمة في تنفيذ ذلك، من خلال قطع الطرقات بين القرى والبلدات، وإقامة الحواجز، وإجبار المحلات التجارية التي مُنع افتتاحها على إغلاق أبوابها، كما قامت قوى الأمن الداخلي بتوزيع مناشيرٍ و بروشورات في المنطقة وخاصة في قرى وبلدات الريف الغربي، كما لا يخفي الدور الفعال الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في المنطقة -رغم قلة الدعم و الإمكانات- من البرامج المانحة في المنطقة وحملات التوعية التطوعية، و وُرش المعقمات، وتوزيع الكمامات الطبية على أصحاب المحلات التي سُمح لها بالافتتاح، وغيرها من الأنشطة التي تؤدي دوراً فعالاً في التصدي لتفشي فيروس كورونا.
وبالعودة إلى عقبات منع دخول الفيروس إلى المنطقة والتي تشكل تحدياً كبيراً وهاجساً مرعباً، تعد المعابر النهرية أبرز هذه العقبات حيث تمتد على طول خط نهر الفرات، من الرقة إلى الباغوز وفي ظل الفساد المنتشر أصبحت قضية إغلاقها أمراً شبه مستحيل في الوقت الراهن.
وعليه فإنني كناشطٍ ميداني ومطلِّع على الأوضاع العامة في المنطقة فإنني أقدم تصوراً شمولياً حول الوقاية من انتشار فيروس كورونا في المنطقة:
أولاً: التعامل بحزم و صرامة مع موضوع إغلاق المعابر النهرية في المنطقة من خلال تشديد الإجراءات الأمنية لإغلاقها و نشر نقاط عسكرية مكثفة وخاصة في المناطقة الساخنة (الشحيل، ذيبان) و وضع عقوبات رادعة من فرض غرامات مالية، وسجن لكل من يستمر في عمليات التهريب في المنطقة.
ثانياً: دعم منظمات المجتمع المدني لتقوم بدورها بشكل فعّال في التصدي لوباء كورونا، والعمل على دعمها في إنجاز أنشطة سريعة للتعامل مع وباء كورونا كـ: [ إقامة مشاغل صغيرة لتصنيع كمامات، وإنشاء معمل أوكسجين في المدن السبعة في المنطقة، ومعامل صغيرة لتصنيع المعقمات، وغيرها من الأنشطة التي تساهم في التصدي لوباء كورونا].
ثالثاً: تفاعل الشبكات المحلية والناشطين والقادة المحليين، والوجهاء، والمثقفين، في العمل للتصدي لوباء كورونا .
رابعاً: قيام المسيطرين على المنطقة بدورهم المناط بهم في مساعدة الناس بالتصدي لوباء كورونا، وذلك من خلال عمليات التوعية والعمل على تأمين احتياجات المنطقة ممّا يعزز في الوصول إلى نتائج إيجابية في تحقيق ذلك وتقليل حجم الخسائر -لا قدر الله-.
وبدوري كناشطٍ ميداني في المنطقة أوصيك أخي الكريم أينما كنت حرصاً على سلامتك وسلامة الآخرين: “خلك فـي بيتك..”
كتبه لشبكة نداء الفرات
عمر العبدالله – ناشط ميداني
This Post Has 0 Comments