skip to Main Content

رحلة محفوفة بالمخاطر لتأمين لقمة العيش؛ تحديات المرحلة أم سوء إدارة !!

يعيش غالبية سكان مناطق ريف ديرالزور الواقعة تحت سيطرة “قسد” أوضاعاً معيشيةً صعبةً جداً، إذ وصل خط الفقر في هذه المناطق إلى أدنى المستويات، حتى أن بعضهم دفعت به الحال إلى جمع القمامة للاقتيات على مردودها.

موارد المنطقة الضخمة بين سوء الإدارة وسياسة التجويع:

المنطقة الشرقية عامة ومحافظة ديرالزور خاصة تعد ذات الموارد الغنية والتي تنتشر فيها عدة حقول نفطية ذات إيرادات ضخمة جداً، حيث تدر ملايين الدولارات، بالإضافة إلى أنها منطقة زراعية خصبة لوقوعها على ضفاف نهر الفرات، ورغم الإيرادات العالية للمنطقة نجد أن غالب أهلها يقبعون تحت خط الفقر، فيما يوعزُ مراقبون تردي الأوضاع إلى سوء إدارة الموارد المجنية من قبل قسد وداعميها، بينما قال آخرون أن هذا الأمر مدبر وضمن سياسة التجويع وعدم النظر لحال الأهالي أو الاهتمام بمتطلبات معيشتهم.

سرقة الموارد المتاحة وتقاسمها مع الفاسدين النافذين في المنطقة:

لا أحد ينكر دور الشخصيات الفاسدة ذات القرار النافذ في سرقة مقدرات الشعب وتقاسمها، فقد ظهر العديد من تجار الحروب الذين بلغت ثرواتهم الملايين خلال سنوات قليلة، فمن خلال المتابعة الدقيقة لحالهم تبين أن هؤلاء التجار استغلوا الرؤوس الفاسدة في المنطقة وأغروهم بالمال لتنفيذ أجنداتهم، وحصر التنفع عن طريقهم والاستئثار بمشاريع العمل المتاحة فيهم فقط في حالة شبيهة بالإقطاعيين.

حلول المرحلة لتأمين المعيشة رغم خطورتها:

عمد الأهالي إلى حلول صعبة لتأمين لقمة العيش منها ظاهرة جمع المواد البلاستيكية التالفة في عموم المنطقة، حيث يقوم أفراد راجلون أو عبر دراجات نارية أو دراجات ذات ثلاث عجلات أو سيارات، يتم فيها جمع هذه المواد من الحاويات ومكبات القمامة المنتشرة في القرى والبلدات والمدن ليُعاد بيعها إلى تاجر جملة والذي يقوم بدوره ببيعها للمعامل البلاستيكية، لإعادة تدويرها وإنتاجها من جديد في مواد جديدة تحتاجها السوق المحلية، ومن الآثار السلبية لهذه المهنة تعرض العامل للأوبئة والأمراض بسبب القمامة، مما يجعل العمل ذا خطورة على صاحبه.

هذا ويشكل توفير متطلبات الحياة المعيشية في الشرق السوري هاجساً يطرق أذهان الأهالي والمسؤولين، والتي تعتبر الركن الثاني للاستقرار لدى الناس بعد الأمن، ليبقى السؤال الحاضر عند السكان وهم يرون خيرات أرضهم تذهب أمام أعينهم، أين يذهب مردود ثرواتنا ولماذا لا نرى حلولاً حقيقية لمشاكلنا التي طال أمدها؟!

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top