أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
زلزال السادس من شباط … يوم صعد الأسد ضاحكاً على جراح السوريين
تمرُ اليوم الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة 7,8 على مقياس ريختر في تمام الساعة ٤:١٧ من فجر يوم الاثنين السادس من شباط في العام الماضي، وعلى الرغم من مرور عام كامل على هذا الحدث الكبير لا يزال السوريين يعانون من تبعاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضاً.
ووثق فريق استجابة سوريا في تقرير له مقتل 4256 مدني وإصابة أكثر من 11700 شخص في الشمال السوري المحرر فيما وثقت الحكومة التركية مقتل أكثر من 5000 لاجئ سوري في مناطق جنوب تركيا نُقِل منهم أكثر من 2400 شخص تم دفنهم في مناطق مختلفة من الشمال السوري، ولا يزال الملايين من المتضررين من الزلزال يعيشون في مراكز الإيواء والمخيمات في ظل ظروف صعبة يعانيها السكان في المنطقة.
مُصاب السوريين لم ينتهي إلى هذا القدر فقط، فقد كان هناك من ينتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر ليُعيد نفسه إلى الواجهة ويتصدر وسائل الإعلام متحدثاً باسم الشعب الذي قتل منه أكثر من مليون شخص وهجر أكثر من نصفه ودمر مدن سوريا وجعل البلاد مرتعاً للميليشيات الطائفية وللجيوش الأجنبية، نعم إنه المجرم رئيس العصابة بشار الأسد.
جاءت حادثة الزلزال التي آلمت قلوب الملايين كفرصة ذهبية للمجرم بشار الأسد ليستعيد بها علاقاته الدولية متناسياً ما فعله بالشعب السوري، ففي أول يوم من حدوث الزلزال بدأ الأسد بتلقي الاتصالات من متزعمي الدول العربية بعد أكثر عشر سنوات من القطيعة ليواسوه بمُصاب البلاد وكأنهم قد نسوا أنه قتل من الشعب عشرات أضعاف من قُتلوا في الزلزال.
وشهد مطار دمشق وصول الوفود العربية والمسؤولين الأمميين بعد أن كان عمل المطار مقتصراً على استقبال شحنات السلاح وعناصر الميليشيات الطائفية فقط، كما وأنه مع ساعات الزلزال الأولى بدأت المساعدات تتدفق إلى عصابات بشار الأسد الذي لم يتمالك نفسه وخرج بعد أربعة أيام من حدوث الزلزال وهو يضحك وسط ركام المباني التي دمرتها طائراته وهدم الزلزال ما تبقى منها في أحياء مدينة حلب.
ضحك الأسد وهتف له موالوه ”بالروح بالدم نفديك يا بشار” وسط الدمار متناسين ما حصل قبل أربعة أيام فقط وأنهم عاشوا دقائق عصيبة علماً أن مناطق سيطرة العصابة لم تشهد إلا جزءاً بسيط جداً من تداعيات الزلزال فيما شهدت مدن الشمال السوري المحرر دماراً كبيراً في المباني السكنية ومقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين جراء الزلزال.
استغل المجرم بشار هذه الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب فمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة شمال غرب سوريا إلا بإذن منه بعد إغلاق معبر باب الهوى مع تركيا بسبب تضرر الطرق المؤدية إليها وخروجها عن الخدمة وبالفعل سمح المجرم بدخول المساعدات عبر معبري الراعي والسلامة مع تركيا وبدأت عبارات الشكر من مسؤولي الأمم المتحدة تهل على المجرم لسماحه بإدخال بضعة شاحنات تحمل بعض المساعدات الغذائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
استغلال بشار لهذه الحادثة لم يقف عند هذا الحد فقط، فقد فتحت الكارثة شهية الدول المتعطشة للتطبيع وإعادة العلاقات معه بعد أن كانت الولايات المتحدة قد منعت التطبيع مع النظام بقانون قيصر الذي علقته إبّان حدوث الزلزال لأسباب أسمتها بالإنسانية، وما هي إلا أشهر قليلة حتى عاد المجرم بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية بإجماع من قبل متزعمي العرب باستثناء دولة قطر وحضر المجرم القمة التي عُقدت في السعودية لتطوى بذلك صفحة التطبيع مع المجرم وتعود العلاقات إلى ما كانت عليه قبل بداية الثورة.
عام كامل مرّ على الزلزال ولا يزال السوريون يَرون المجرم يصول ويجول ويُكرّم على أفعاله من قِبل من قالوا ذات يوم نحن مع الشعب السوري، ويُذكر أن بشار الأسد تجاهل في جميع خطاباته وزياراته الحديث عن الكارثة التي أصابت شمال غرب البلاد وخرج في كل لقاء له ضاحكاً وكأنه يقول:”لستُ أنا من قتلكم هذه المرة”.
تحرير: قاسم الفارس
This Post Has 0 Comments