شهدت مدينة البوكمال يوم الخميس ٢٠٢٤/١١/٧ اشتباكات بين أبناء عشيرة الحسون إحدى بطون قبيلة العكيدات…
العنصرية والتجييش في مدينة الباب: حادثة تتحول إلى أزمة بين أبناء الثورة
شهدت مدينة الباب بريف حلب في الآونة الأخيرة حادثة مؤسفة تحولت من مشكلة بسيطة نشبت على بسطة في السوق بين شاب من أهالي دير الزور وأحد أبناء المدينة إلى صدامات عنيفة بين بعض أبناء دير الزور وعائلة آل واكي من مدينة الباب في ريف حلب. ومع تطور الموقف، لم يعد الأمر يقتصر على الأفراد المعنيين فقط، بل امتدت الاشتباكات واستهدفت عائلة آل واكي أبناء دير الزور دون تمييز، مما أدى إلى تصعيد خطير وتفاقم الأزمة،لتتسع هذه الاشتباكات إلى مظاهر عنصرية ضد أبناء دير الزور في مدينة الباب. انتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها هتافات معادية لهم مثل “الباب حرة حرة.. الديري يطلع برة”!، مما زاد من حدة التوتر والاحتقان.
غياب المؤسسات الفاعلة وعدم تدخلها يزيد المشكلة
ومع عدم وجود مؤسسات حقيقية وقوية تتولى حل مثل هذه النزاعات، تدخلت عناصر من فصائل محسوبة على الشرقية ممن تربطهم صلة قرابة لحماية أبناء دير الزور بعد أن تعرضوا لهجوم عنيف من قبل آل واكي. هذا الهجوم أسفر عن مقتل أحد أبناء دير الزور، وهو شخص لم يكن له أي علاقة بالمشكلة الأصلية. وكان تدخل أفراد أبناء ديرالزور مدفوعًا برغبتهم في حماية عوائلهم وأخذ حقها بعد دخول عناصر مسلحة لمؤازرة أل وكي محسوبة على فصائل، بحسب ما وصلنا.
التصعيد السياسي والتحريض المتعمد
لكن المؤسف أن الأزمة لم تتوقف عند الاشتباكات الميدانية، بل اتسعت لتشمل الأطر السياسية. أصدرت بعض مكونات الثورة في مدينة الباب بيانًا مخزيًا وصفت فيه فصيل أحرار الشرقية بأنه “إرهابي” ودعت للتخلص منه رغم أن المشكلة لم تكن مع فصيل بل مشاكل عائلية تحصل بشكل دوري وبنفس الأسلوب مع الاسف
هذا البيان يعكس، بحسب ما يبدو، تصعيدًا مقصودًا ومخططًا له مسبقًا من قبل هذه المكونات، مدعومة بمستفيدين يسعون لتمرير مشاريعهم الخاصة، وآخرها كان محاولة فتح معبر مع النظام المجرم.
إرث فصيل أحرار الشرقية: من تحرير الأراضي إلى الاتهامات الباطلة
والغريب أنه بدلًا من أن تعمل هذه المكونات على تهدئة الأوضاع والتدخل بحكمة للفصل بين أبناء الثورة، جاءت بياناتها لتزيد الأمور سوءًا وتساهم في تأجيج الصراع وتوسيع دائرته من خلال اللعب على الوتر الفصائلي. واللافت أن فصيل الشرقية الذي تم وصفه بالإرهابي هو في الحقيقة من حرر مناطق واسعة من تنظيم داعش، وله بصمة واضحة في كل معركة خاضها في إطار عمليات درع الفرات وغصن الزيتون رغم عدم توافقي مع الفصيل إلا أن هذه المناطق رويت بدماء أبناء دير الزور والشرقية.
تناقضات المؤسسات وتصاعد الظلم
وللتأكيد على هذا الظلم، ينبغي الإشارة إلى أن أبناء دير الزور هم من وقفوا بشجاعة ضد فتح المعبر مع النظام، رافضين التعاون مع من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري. في المقابل، كانت تلك المؤسسات التي تصفهم الآن بالإرهابيين هي نفسها التي طالبت بحصتها المالية من تلك الاتفاقيات، مما يفضح تناقضها ويظهر أن المصالح المادية تتفوق على المبادئ في كثير من الأحيان.
خطر التجييش والتحريض الداخلي
إن ما حدث في مدينة الباب ليس مجرد مشكلة عابرة، بل هو انعكاس لمشكلة أعمق تتعلق بالتجييش العنصري والتحريض المتعمد بين أبناء المناطق المحررة. في ظل غياب مؤسسات قوية تتولى ضبط الأوضاع وحل النزاعات، تصبح مثل هذه الأزمات قابلة للانفجار في أي لحظة. وهذا يتطلب من جميع الأطراف التحلي بالمسؤولية والعمل على تعزيز الوحدة بين أبناء الثورة بدلاً من تأجيج الصراعات الداخلية. وعلى كل حر وشريف أن يقف في وجه هذه التصرفات، فالعنصرية التي واجهها أبناء الثورة في تركيا لا تقل خطرًا عن العنصرية التي يواجهها أبناء دير الزور على يد رفقاء الدرب والطريق.
“وأخيرًا، يجب على الجميع أن يدرك أن المستفيد الأول من كل نزاع هو نظام الأسد، وأن من يؤجج هذه الصراعات التي لا تمثل أبناء الثورة هو العدو المشترك الذي يستهدفنا جميعًا، فلنتنبه.”
This Post Has 0 Comments