يُعتبر التاريخ مرآة الحاضر ومن أجل فهم ما يجري في وقتنا الحالي يجب التمعن في…
ضحايا دير الزور وقود لفتنة عشائرية تحاول قسد وعصابات الأسد إشعالها
ضحايا دير الزور وقود لفتنة عشائرية تحاول قسد وعصابات الأسد إشعالها
شهدت بلدة الدحلة بريف دير الزور الشرقي مجزرة مروعة أودت بحياة 11 مدنيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، كما أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى جراء قصف عشوائي نفذته عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية المتمركزة في بلدة البوليل على الضفة المقابلة لنهر الفرات. وفي نفس السياق، ارتقت أم وطفلتها وأُصيب آخرون جراء قصف نفذته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على بلدة البوليل.
تفاصيل المجزرة وتورط الأطراف
شهود عيان أكدوا أن قسد قامت في وقت متأخر من ليل يوم الخميس بنصب مدافع هاون وسط بيوت المدنيين في بلدة الدحلة، واستهدفت بها بلدة البوليل التي تسيطر عليها عصابات الأسد مما تسبب بوقوع ضحايا وأضرار مادية في صفوف الأهالي. وقد ردت الأخيرة بقصف بلدتي جديد بكارة والدحلة، مما أدى إلى وقوع المجزرة.
قسد تحاول إذكاء نيران فتنة عشائرية
ما إن وقعت المجزرة حتى سارعت وسائل إعلام قسد الرسمية والمتحالفة معها إلى تصوير الشهداء والتعزية بهم، متهمة ميليشيا الدفاع الوطني، التي تضم عناصر محلية من أبناء المنطقة، وما يُعرف بجيش العشائر، بالوقوف وراء المجزرة.
إعلام قسد اتهم “إبراهيم الهفل” شخصيًا بإعطاء أوامر القصف على جديد بكارة والدحلة، مشيرًا إلى أنه استهدف القريتين عمدًا، حيث أن سكانهما من أبناء قبيلة البكارة. ويُذكر أن “إبراهيم الهفل” هو شقيق شيخ قبيلة العكيدات مصعب الهفل.
بدورها صفحات إعلامية تابعة لقسد طالبت قبيلة البكارة بالرد على المجزرة التي حلت بأبناء القبيلة، مُحملين “إبراهيم الهفل” مسؤولية دماء أبناء البكارة، متجاهلين الفاعل الحقيقي وراء المجزرة، وهو ميليشيا الفرقة الرابعة. هذا التجاهل يشير بوضوح إلى أن الحادثة ليست عرضية، بل وراءها قوى تسعى إلى جر المنطقة إلى فتنة عشائرية بين أكبر قبيلتين في سوريا.
الهدف الحقيقي وراء التصعيد
وأشار أحد أعيان المنطقة فضل عدم الكشف عن هويته أن قسد هي من بدأت القصف على مناطق عصابات الأسد في البوليل من وسط منازل المدنيين في الدحلة. وكان بإمكان قسد تجنيب البلدة هذه المجزرة لو أنها وضعت مدافعها على بعد بضعة كيلومترات فقط في بادية البلدة. لكن من الواضح أن الأمر كان مدبرًا بليل، وأن وراءه أيادٍ تسعى لضرب مكونات محافظة دير الزور ببعضها البعض -بحسب قوله-.
دعوة إلى التعقل وعدم الانجرار وراء الفتنة
وجه عقلاء المنطقة في رسائل عبر مواقع التواصل من أبناء قبيلتي العكيدات والبكارة نداء لعدم الانجرار وراء هذه الفتنة التي تحاول قسد وعصابات الأسد إشعالها لتحقيق مصالحهما على حساب دماء أبناء دير الزور وأشلائهم وأضاف الناشط “مصطفى العلي” “يجب أن ندرك جميعًا أن هذه المعارك الحالية بين الطرفين هي معارك نفوذ لا أكثر، ولا مصلحة لأبناء دير الزور فيها”.
This Post Has 0 Comments