Skip to content

حروب الشرق الأوسط… سقوطٌ للأقنعة والتعاطف الزائف

أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر من 13 سنة أيضاً مرّت على بدء حرب العصابة الحاكمة في دمشق حربها ضد الشعب السوري، حربان قد تكونان أبشع ما شهده العالم خلال هذا العصر الذي نعيشه، سقطت فيهما جميع القيم والمبادئ المُسماة زوراً ب”الإنسانية” والتي اتضح أنها لم تكن سوى قناع تختبئ وراءه كل متردية ونطيحة، فَمَن غَمس يدهُ بدماء الشعب السوري يحاول اليوم غسلها على حساب حرب غزة، ومَن أرسل جحافلاً من الجيوش لقتل أهل غزة كان وما زال يدّعي -كذباً- أنه مع حقوق الشعب السوري!!!

هنا سأقوم بمقارنة عجيبة ما بين روسيا وإيران وما يُسمى بمحور المقاومة المزعوم من جهة وأمريكا وحلفائها من الغرب و-الشرق أيضاً- من جهة أُخرى وكيف تعامل الطرفان مع حربيّ غزة وسوريا.

روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن وواحدة من ضمن خمسة دول تملك حق النقض -الفيتو- والذي يخولها لرفض أي قرار لا يتماشى مع سياستها… استخدمت روسيا ورقة الفيتو 16 مرة لغاية عام 2020 بدعم من الصين التي تملك تلك الورقة أيضاً لإبطال أي قرار دولي يُدين عصابة الأسد في سوريا، أو يمنح مجلس الأمن حق التدخل العسكري ضدها، ولم تكتفِ بذلك فقط بل استعملت تلك الورقة أيضاً لحرمان الشعب السوري من الحصول على المساعدات الإنسانية في نقض صريح لما تُسمى بمبادئ الأمم المتحدة… ولكي لا ننسى فجميع تلك المشاريع التي أُعِدَّت لإدانة عصابة الأسد كانت بدعم أمريكي غربي والذين سآتي على ذكرهم لاحقاً.

روسيا لم تكتفِ بتعطيل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد عصابة الأسد بل تدخلت إلى جانبه بشكل مباشر ووضعت كل قوتها العسكرية بصفه مشتركة مع إيران وميليشياتها العابرة للحدود بحرب غير متكافئة ضد الثورة السورية، وارتكبوا مئات المجازر ودمروا مُدن سوريا بحجة محاربة ”الإرهابيين” الذين يصفهم هذا المحور بأنهم عملاء لإسرائيل!!

اليوم وبعد 13 سنة من حربها ضد الشعب السوري، تقف روسيا وكأنها حمامة سلام وتتحدث عن المجازر الإسرائيلي في غزة ويتباكى إعلامها الرسمي على أبناء فلسطين، هو ذاته ذلك الإعلام الذي وصف الشعب السوري بالإرهابيين وقال عن مشاهد مجازر عصابة الأسد بحق السوريين أنها مشاهد مفبركة، بل واتهم السوريين بأنهم يصنعون الكيماوي ويستخدمونه ضد العصابة، على الرغم من أن العالم أجمع يعرف أن من قصف ودمّر وحرق هي عصابة الأسد وبدعم مباشر من روسيا وإيران.

انتقل الآن إلى المحور الغربي… الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الأوربية، تلك الدول التي لطالما علت صيحات مسؤولي حكوماتها خلال 13 عاماً بأنهم يقفون إلى جانب الشعب السوري حتى نيل مطالبه المُحقة، والتي أدانت ونددت وأصدرت مواقف عديدة ضد عصابة الأسد -إعلامياً- بل وحتى أنهم هددوا زعيم العصابة بضربه إذا ما تجاوز ”الخطوط الحمراء”، هي الدول التي تعتبر نفسها قدوة في الإنسانية ونشر الحرية وتُلزم جميع دول العالم باحترام قوانينها.

تلك هي ذاتها الولايات المتحدة وحلفاؤها التي وقفت إلى جانب إسرائيل في حربها على غزة منذ اليوم الأول للحرب ولا تزال إلى يومنا هذا، وقوفها لم يكن معنوياً فقط بل إن الولايات المتحدة أرسلت جيشها وحاملات طائراتها وشاركت على مدى 13 شهر بالحملة الهمجية الإسرائيلية التي دمرت قطاع غزة بالكامل وقتلت فيه ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني وخلفت مئات الآلاف من الجرحى وأكثر من مليوني مُشرد في قطاع غزة المُحاصر من العرب قبل الغرب.

الولايات المتحدة أفشلت مؤخراً عبر حق الفيتو قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بحرية، وهذا ليس غريباً فهي الحليف الرئيسي لإسرائيل، لكن المُثير للعجب هنا أن المندوب الروسي صرح خلال جلسة مجلس الأمن أنه ”مصدوم” من استخدام واشنطن لحق الفيتو ضد جهود إنقاذ الأرواح ضمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم!!

وبين هذا وذاك يعيش الشعبين السوري والفلسطيني نكبات متلاحقة وغير متوقفة، فبينما يتشدق الروس بحماية الفلسطينيين في غزة يواصلون في الوقت ذاته مجازرهم في سوريا، وبينما يُكرر الأمريكان مزاعمهم بمحاسبة عصابة الأسد يستمرون أيضاً بدعم الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

إعداد وتحرير: قاسم الفارس

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top