أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
فلول النظام المخلوع تُشعل فتنة في الساحل السوري… بتأجيج من إيران وقسد
شهدت عدّة مدن سورية أبرزها حمص وطرطوس واللاذقية خروج بعض الأشخاص إلى الشوارع وتنفيذ حالات شغب وتكسير للسيارات والمحلات وتبعه كمين غادر استهدف سيارة تتبع لإدارة العمليات العسكرية في ريف طرطوس أدى لارتقاء عدد من عناصر الإدارة، بعد تداول مقطع مصور قيل أنه لحرق أحد مقامات الطائفة العلوية في مدينة حلب اليوم الأربعاء.
ونشرت منصة ”تأكد” المعنية بملاحقة الأخبار الكاذبة والمضللة تحقيقاً تبين فيه أن التسجيل المصور لم يكن بتاريخ اليوم بل كان قبل قرابة عشرين يوماً خلال معركة تحرير حلب، وتبين أيضاً أن المقام المذكور كان مركزاً للميليشيات الإيرانية واستعصى فيه عدد من عناصر الميليشيات والنظام المخلوع بعد رفضهم الاستسلام ما أدى إلى تعامل عناصر إدارة العمليات العسكرية آنذاك معهم بشكل مناسب.
وأوضحت منصة ”تأكد” بالإضافة إلى عدة منصات إعلامية أن المقام المذكور يشهد حراسة أمنية مشددة من قبل إدارة العمليات العسكرية، وبثّت منصات محلية تسجيلات مباشرة من المقام تؤكد سلامته من أي عمليات حرق أو تخريب، فيما نشرت المنصة بياناً تؤكد فيه ضلوع جهات تتبع للنظام المخلوع بنشر تسجيلات مفبركة هدفها إثارة الشغب والفتن، فمَن المستفيد من نشر تسجيل قديم ولماذا تم نشره بهذا التوقيت تحديداً؟!
قال وزير خارجية إيران قبل يومين فقط أن الذين يقولون أنهم انتصروا في سوريا -يقصد الثوار- عليهم التمهل فلم ينتهي كل شيء بعد، وسبق تصريح وزير خارجية إيران تغريدات لمرشدها الأعلى خامنئي الذي هدد أيضاً الدولة السورية الجديدة بقوله أن الشباب السوري ليس لديه ما يخسره وسوف ينتفض في الساحات بحسب زعمه، واعتبرت الحكومة السورية تصريحات المسؤولين الإيرانيين تهديداً مباشراً للسلم الأهلي في البلاد حيث ردَّ وزير الخارجية السوري ”أسعد الشيباني” قائلاً أنه على إيران احترام سيادة سوريا وسلامتها وإرادة الشعب السوري، وأن إيران تتحمل مسؤولية تداعيات تصريحاتها الأخيرة.
المفارقة هنا بأنه بعد مرور أقل من 24 ساعة على تصريح وزير خارجية إيران الذي حمل تهديداً مبطناً للدولة السورية الجديدة التي انتصرت على إيران وميليشياتها وحليفها الأبرز الهارب بشار الأسد، انتشر التسجيل المصور الذي يُظهر حرق مقام يُسمى بمقام ”الخصيبي” في حلب بشكل واسع وبعد التتبع والتقصي تبيّن أنه من قام بنشر التسجيل هي منصة ممولة من قبل قسد يُديرها شخص مقيم في أوربا وتعتبر من أبرز المنصات التي تعمل على تلميع صورة قسد وغسل جرائمها وإثارة النعرات الطائفية وتلفيق التهم بحق الثوار السوريين.
ومع انتشار التسجيل وخروج بعض المدنيين من الطائفة العلوية وبينهم ضباط وعناصر من فلول النظام المخلوع، قامت صفحات لأشخاص وكيانات محسوبة على قسد بتضخيم المسألة، حيث نشر أحد إعلامي قسد على فيسبوك منشوراً يحوي الجملة التالية فقط: ”العلويون يتعرضون للإبادة”، وواصلت صفحات أخرى ضخ منشورات بشكل هائل تتحدث عن قيام عناصر إدارة العمليات العسكرية بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين فقط لأنهم ”علويين”.
وقد يتوجب السؤال عن مصلحة قسد بتوجيه إعلامها إلى إشعال فتنة طائفية بشكل صريح في هذا التوقيت، لكن بالعودة إلى الأنباء التي وردت قبل عدة أيام عن هروب المجرم ماهر الأسد إلى جبال قنديل على الحدود العراقية-الإيرانية معقل ميليشيا حزب العمال الكردستاني بمساعدة قسد، واجتماعه مع قيادات الميليشيا بوجود المجرم ”علي مملوك” بالإضافة إلى وجود ضباط من ميليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في تلك المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن قسد تُدار بشكل مباشر من كوادر يتبعون لميليشيا حزب العمال الكردستاني المدعومة إيرانياً، وهو ما يفسر علاقة قسد بتأجيج الفتنة في سوريا بتوجيه من إيران التي أوعزت لوكلائها على الأرض من فلول النظام المخلوع بالتحرك، إذ تداول ناشطون تسجيلاً مصوراً لمعمم طائفي في مدينة حمص يهدد فيه بشكل صريح بقتل السوريين، وأظهرت صورٌ وجود المعمم ذاته في إحدى اللقاءات إلى جانب خامنئي!!
وأخيراً تُظهر الصورة الواضحة جلياً الأطراف المستفيدة مما يجري الآن في الساحل السوري، إيران التي خرجت مهزومة من سوريا وأصبح جهدها على مدى سنوات في مهب الريح، النظام المخلوع الذي يريد أن يُظهر للعالم الآن أنه هو من كان يحمي الأقليات على الرغم من مئات المجازر التي ارتكبها، قسد التي تحاول الآن إبعاد الخطر عنها بعد تكشف حقيقتها الرامية إلى نهب ثروات سوريا وإرسالها إلى جبال قنديل لدعم ميليشيا حزب العمال الكردستاني.
إعداد وتحرير: قاسم الفارس
This Post Has 0 Comments