أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
العلاقة بين قسد وعصابات الأسد في أسوأ أيامها: حصار وإغلاق معابر وقصف واشتباكات
تشهد منطقة شرق الفرات تصعيداً غير مسبوق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي وعصابات الأسد والميليشيات الإيرانية. ففي الوقت الذي كان فيه الطرفان متحالفين بالأمس ضد الفصائل الثورية على جبهات الشمال السوري، تصاعد التوتر بينهما ليصل إلى مستويات غير مسبوقة في دير الزور. أبرز تطورات هذا التصعيد كانت تنفيذ عناصر قسد لعمليات تسلل إلى مناطق سيطرة عصابات الأسد غرب الفرات، وتصفية عدد من عناصر الميليشيات، في حادثة تُعتبر الأولى من نوعها.
كيف بدأت القصة؟
بدأ التوتر عندما شن مقاتلو العشائر هجوماً واسعاً ضد نقاط قسد انطلاقاً من مناطق سيطرة عصابات الأسد في الضفة الغربية لنهر الفرات شرق دير الزور، مما أوقع خسائر في صفوف قسد. واعتبرت قسد أن نظام الأسد مسؤول عن تلك الهجمات، فردت بتطويق وحصار مناطق سيطرة العصابة في مدينتي القامشلي والحسكة في نفس اليوم. تلا ذلك تراشق بالاتهامات والبيانات الرسمية بين الطرفين على المستويات السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية.
التوتر العسكري في أعلى مستوياته
على الصعيد العسكري، شهدت المنطقة عمليات تسلل واشتباكات متكررة. ففي بلدة الدحلة التي تسيطر عليها قسد، وقعت مجزرة مروعة راح ضحيتها 11 مدنياً نتيجة قصف عصابات الأسد، رداً على استهداف قسد لنقاط عسكرية في بلدة البوليل. كما قامت قسد بعملية تسلل في بلدة الكشمة، أسفرت عن مقتل 10 عناصر من قوات الأسد. شهدت المنطقة قصفاً متبادلاً بين الطرفين على عدة قرى وبلدات بين ضفتي نهر الفرات، مما أدى إلى إصابة مدنيين ونزوح عشرات العائلات.
في الحسكة، فرضت قسد حصاراً مطبقاً على مناطق سيطرة النظام، مما أدى إلى أزمة خانقة بعد توقف الأفران ونقص المواد الأساسية. وعلى الرغم من محاولة الروس التوسط لرفع الحصار، إلا أن قسد رفضت مطالبهم، مما دفع النظام لإغلاق معبري التايهة والهورة أمام حركة الشاحنات التجارية، مما زاد من معاناة المدنيين في كلا الجانبين.
إغلاق المعابر وتأثر الحياة المدنية
إغلاق المعابر بين الطرفين أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية اذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمحروقات في مناطق قسد، فيما توقفت إمدادات النفط إلى مناطق النظام ويعاني المدنيون من نقص حاد في المواد الأساسية وتفاقم الأوضاع المعيشية، مما يزيد من احتمال نزوح أعداد كبيرة منهم.
في ظل التصعيد المستمر بين قسد وعصابات الأسد، لا يبدو أن هناك حلول قريبة لتهدئة الأوضاع.
المدنيون هم الضحية الأكبر في هذا الصراع، حيث يواجهون حصاراً خانقاً وغياباً لأبسط مقومات الحياة. يتطلب الوضع تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول سياسية تضع حداً لمعاناتهم المستمرة.
This Post Has 0 Comments