Skip to content

مخيم الركبان مأساة دامت لسنوات.. ولا حلول في الأفق!!

مابين تجار الحروب واحتلال مجرم ضاعت أطفال ونساء وشيوخ ليفتك الجوع بأجسادهم النحيلة ويتمكن المرض العضال منهم أمام نظر المحتل والداعم وأمام نفاق العالم اللاإنساني الذي اكتفى بتبادل التهم وتمرير بعض الانتقادات للمحتل الروسي وميليشياته المجرمة دون تحريك ساكن أو الوقوف على مأساة آلاف المحاصرين الرافضين للتطبيع مع النظام المجرم..فعندما يكون رغيف الخبز محطة للمساومة على بيع القضية والتنازل عن بقايا الثورة في زوايا ركام المخيم عندها وعندها فقط كبر أربعاً على من صدع رؤوسنا بشعارات الحريات والديمقراطية والإنسانية والكلام الذي لايسمن ولا يغني من جوع.. فلم يعد مستغرباً من دول الجوار ونحن نمر خلال سنوات الثورة أن تمد المناطق المتاخمة لها في بداية الأمر بكل ما تحتاج له من سلاح وطعام ومؤن، بالإضافة لدعم لوجستي من فتات نفط العرب المسروق من قبل الدول العظمى التي تغطي تكاليف هذا المشروع ثم ما تلبث أن تقطع الدعم رويداً رويداً في سبيل تحقيق مصالحها كوسيلة إخضاع وضغط لتنفيذ مشاريع تصل في غالبيتها إلى تسليم النظام المجرم مناطق الثورة دون أي شعور أو مجرد تقدير لسنوات من التضحية ودماء سفكت في معركة التحرير ويقوم على ذلك عرابي المصالحات وتجار الحروب تم صنعهم على أعين المحتل ويعينهم في ذلك حكومات الجوار.

وعلى غرار أحداث الجنوب السوري وما رأينا بأعيننا كيف سُلمت المناطق المحررة للأسد المجرم وعصابته “بضمان” المحتل الروسي وتحت غطاء المصالحات التي شكلت مرحلة أولية لتمكين شبيحة الأسد من رقاب العباد وخيرات البلاد، واليوم نرى ويرى العالم أجمع حرباً ضروساً وحصاراً خانقاً ضد 12 ألفاً من أهلنا في مخيم الركبان في محاولة حثيثة من “الأشقاء” دعم العصابة الأسدية والاحتلال الروسي في حصارهم للمخيم ومنع المساعدات الإنسانية والإغاثية من الدخول للتخلص من “العبء” الذي يفرضه سكان المخيم، خاصة في ظل انقطاع شبه كامل للدعم الذي تسرقه سابقاً عدة أطراف كانت تتغنى بمأساة أهالي المخيم ليخلف كل ذلك وضعاً مأساوياً ينذر بكارثة إنسانية داخله، الأمر الذي سيزيد من الضغوط المعيشية على الأهالي، وبالتالي دفعهم مرغمين للخروج من المخيم إلى مناطق النظام الطائفي تحت عباءة مايسمى بـ “المصالحة”، وسط رفض قاطع من قبل الأهالي في المخيم أي محاولة للتطبيع مع الأسد المجرم وفي حُسبانهم المصير الذي ستفضي إليه مصالحات الخزي والعار إن تمت لا سمح الله.. وبالعودة للدول التي تسمى زوراً بـ “الشقيقة” فكأن صديق الأمس عدو اليوم ولا غرابة فدول تحكمها المصلحة أولاً لن يكون للإنسانية أي دور في قراراتها مادام أنها تتعارض مع مصالحها، ولو ترتب على ذلك آلاف الضحايا من المدنيين العزل، ولا يخلو الأمر من بعض القلق!! الذي تبثه القنوات لرؤساء الدول والمسؤولين، لحفظ ماء الوجه، إزاء تفاقم الأزمة في المخيم وتأجيل دخول المساعدات.
وفي وسط كل تلك الجلبة تظهر مناشدات ومطالبات الأهالي والناشطين من داخل المخيم لإنقاذ من تبقى.. علَّ صوتهم يجد آذاناً صاغية أو قلوباً واعية خاصة في شهر رمضان المبارك حيث لا غذاء ولا دواء ولا نقاطاً طبية التي كان آخرها نقطة طبية داخل الأراضي الأردنية أغلقتها السلطات بحجة مخاوفها من فيروس كورونا!!

كتبه لشبكة نداء الفرات؛ أنس الهاشمي – ناشط ميداني

 

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top