أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
لقاءات مضادة لثورة العشائر.. وقسد تحاول سحب البساط من تحت أبناء العرب
لا يخفى على أحد التحرك الشعبي الأخير لأبناء العشائر العربية في مناطق ريف ديرالزور الشرقي، خلال الأيام الماضية، والتي شهدت اجتماعاً كبيراً ضم غالبية القبائل العربية وعلى رأسها قبيلة العكيدات على خلفية مقتل أحد شيوخها “امطشر الهفل” وكان الغرض من ذلك الاجتماع الخروج برؤيةٍ واضحةٍ تجاه ما يجري من استهداف الرموز العربية وتسلط قسد بدعم التحالف الدولي على سكان وادي الفرات عموماً وتحكمها بالوضع الاقتصادي والأمني المتردي أصلاً في ظل غياب دور الكوادر العربية في المشاركة بالقرار وإقصاء أبناء العرب السنة عن إدارة المنطقة وسياسة التهميش الممنهجة تجاههم، حيث أسفر اجتماع العشائر العربية في بلدة ذيبان قبل أيام عن عدة مطالب توافق عليها شيوخ ووجهاء القبائل وممثلو المناطق وأصحاب الكلمة الذين وجهوا خطابهم مباشرة إلى التحالف الدولي المسؤول الفعلي عن منطقة شرق الفرات.
انزعاج قسد وتحركاتها في سبيل إجهاض الحراك:
أثارت مطالب الآلاف من أبناء القبائل المجتمعين حفيظة قسد التي أوعزت إلى منتسبيها وبعض الشخصيات المحسوبة عليها في بعض العشائر إلى عقد اجتماعٍ طارئٍ وصفته بـ “اجتماع القبائل العربية” وحسب شخصيات حضرت الاجتماع فإن قسد أرادت من خلاله إيصال رسالةٍ مبطنة مفادها أن لا أحد يمثل الشارع سوى أتباعها وأن كل صوتٍ يخرج مطالباً إياها بحقٍ مشروع فهو مرفوض إن لم يكن تحت عباءة مؤيديها، محاوِلةً بذلك سحب البساط من تحت أبناء المكون العربي عقب حراكهم الأخير في كافة المناطق والالتفاف على مطالبهم المشروعة الموجهة لقوات التحالف والتي كان من أبرزها انسحاب العناصر الكردية التابعة لقسد وترك إدارة المناطق العربية لأبنائها، وفق جدولٍ زمني محدد يشرف فيه التحالف الدولي على تسليم السلطة.
“أبو خولة” أبرز المناوئين للحراك العربي:
وكان من بين الشخصيات المحسوبة على قسد والتي وقفت ضد تحرك أبناء المنطقة في مطالبتهم بحقوقهم “أحمد الخبيل أبو خولة” قائد مجلس ديرالزور العسكري في قسد، حيث بثت صفحات التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً له يستهزئ فيه باحتجاجات الأهالي وأنهم “شوايا” لا يستطيعون إدارة مناطقهم -بحسب وصفه- كما هدد بضرب أي تغييرٍ أو إصلاحٍ لا يتماشى مع سياسة قسد وإدارتها، الأمر الذي لاقى موجةً من الغضب الشعبي لدى أبناء المكون العربي في جميع المناطق، وسط اتهاماتٍ للخبيل بمحاولة جرِّ العشائر للفتنة وتأليب العناصر العربية المنتمية لقسد للوقوف ضد أبناء عمومتهم وإشعال نار الاقتتال الداخلي، في الوقت الذي من الممكن أن يتغير موقف مؤيدي “أبو خولة” في حال تم إيجاد مشروعٍ موحدٍ لأبناء العشائر والمناطق كافة تديره النخب والمثقفين والكوادر العربية بعيداً عن مشروع قسد الانفصالي، ناهيك عن دلائلٍ وإثباتاتٍ أدلى بها ناشطون ومقربون من هذا الرجل تتحدث عمّا أسموه “سِجله الأسود” منذ بداية الثورة، مما لا يخوّله التحدث باسم مجموعة فضلاً عن قبيلة أو عشيرة.
اجتماع “وجهاء قسد” محاولة يائسة في إفشال مخرجات الاجتماع الأول:
لم تدخر قسد وعلى رأسها ما وصفهم الأهالي بضعاف النفوس جهداً في محاولة التوغل في المنطقة والالتفاف على أي مطالب لأهلها الذين بُحت حناجرهم ابتغاء الضغط على قسد وإدارتها لتنفيذها، بالرغم من محاولاتهم العديدة لإيصال صوتهم إلى قوات التحالف الدولي من خلال المظاهرات واللقاءات، ومن تلك المطالب ضبط الأمن بشكلٍ حقيقي وليس مجرد حملات ضحاياها المدنيين والأبرياء، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وغيرها إلا أن أصواتهم لم تجد آذاناً صاغية في الوقت الذي تُصدّر فيه قسد بعض الشخصيات المحسوبة عليها كواجهات عشائرية أو مناطقية، فكان اجتماعها الأخير خير دليل على تنصيب بعضها وإلباسها العباءة العربية وتصديرها كممثلٍ رسمي لديها مفروض بقوة السلاح وغير معترفٍ به من أبناء العشائر العربية -وفق ما وصف الأهالي-، يأتي ذلك بالتزامن مع تربص ميليشيات الأسد وإيران بمنطقة شرق الفرات ومحاولة دخولها والاستفادة من افتعال نزاعٍ بين سكان المنطقة، مما يشكل ورقة ضغط بيد قسد ضد الأهالي الذين لا يخفون قلقهم من تسليم قسد مناطق شرق الفرات للأسد وإيران انتقاماً من المكون السني في حال فشلها في قمع الحراك الشعبي.
وبحسب أهالي المنطقة وناشطيها فقد قاطع الشرفاء من أبناء القبائل ووجهائهم المعروفين اجتماع قسد الأخير والذي دعا إليه أبو خولة كما اتهموا منسقي الاجتماع التابعين لقسد بمحاولة إضفاء بعض الشرعية له من خلال حضور عدد من ضباط قوات التحالف في حين اتهم آخرون أن غالبية الحضور من عناصر قسد والمستفيدين وتبديل لباسهم العسكري بالزي العربي لزيادة عدد الحضور، إلا أن المنابر الإعلامية وصفحات التواصل المحسوبة على المكون العربي قاطعت هذا الاجتماع متهمة إياه بمحاولة كتم صوت العشائر والظهور على أنه ممثل لها إضافةً إلى مواصلة تهميش المكون العربي، في الوقت الذي أكدوا فيه سهولة التأثير على موقف من حضر دعوة “الخبيل” الأخيرة في بيته في حال تمكنت أطياف المكون العربي من الخروج بموقف ومشروع جامع للكلمة ووحدة الصف.
This Post Has 0 Comments