Skip to content

هل التحالف الدولي و قسد بحاجة للمظاهرات لكي يطردوا النظام وداعميه من شرق الفرات ؟

مقال رأي

دأب سكان منطقة العزبة والمناطق المجاورة لها وخاصة سكان الريف الغربي بالخروج في مظاهرات في المنطقة منذ 2017، وذلك بعد انحسار التنظيم وتراجعه وانهياره لصالح النظام وداعميه الروس والإيرانيين وسيطرة هؤلاء على غرب الفرات كله إضافة إلى القرى السبعة في شرق الفرات، التي نزح أهلها إلى بادية العزبة، وعليه فقد شهدت منطقة العزبة وما حولها مظاهرات حاشدة كان أقواها وأكثرها قوة وفاعلية جمعة شهداء الصالحية 27// 9// 2019 والجمعة التي سبقتها، والتي خرج فيها السكان بأعدادٍ كبيرةٍ للمطالبة بطرد الغزاة والمحتلين من قرى شرق الفرات وعيونهم وقلوبهم تتوق لطرده من المنطقة كلها ، ولكن هيهات.. ففي ظل التجاذبات السياسية والتفاهمات الدولية والإقليمية والمحلية و في لعبة الصراع الدائر على حساب المنطقة وأهلها، فإن لعبة الصراع هذه جعلت من المنطقة مادةً خصبة لمختلف التفاهمات والحسابات بين الأطراف المتصارعة؛ بل أبعد من ذلك عندما حوّلوها إلى سلعة قابلة للمقايضة بين الأطراف المتصارعة والمتنافسة على هذه الرقعة الجغرافية الحيوية و الهامة، لتقوم قسد والتحالف الدولي بإعطاء جرعة أمل للمنطقة وأهلها بأن موعد التحرير بات قريباً، ولكن الواقع عكس ذلك، فما تقوم به هذه الأطراف، أو تلك ما هو إلا لعب من ألاعيب المستغلين التي أكل الزمان عليها وشرب وباتت واضحة للعيان، وإلاّ فهل تحتاج هذه الأطراف لمثل هذه المظاهرات، أو تلك لتبعد عدوها اللدود إيران عن حدودها التي لا تبعد سوى كيلو مترات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وتعيد سكان المنطقة لقراهم بدلاً من النزوح في بادية العزبة؟!

و عليه عمد عدد من الناشطين إلى توجيه المظاهرات نحو الغاية المرجوة وهي طرد النظام وداعميه ليس من القرى السبعة فحسب، بل من البلاد كلها، ولكنها في ظل الأوضاع الراهنة لا تعدو أن تكون أضغاث أحلام ليس غير، فالمنطقة قدمت من الشهداء في جمعة 20//9// 2019 والجرحى وهتفت حناجرهم صادحة مطالبة بطرد النظام وداعميه مركزين على المليشيات الإيرانية العدو “اللدود” للولايات المتحدة الأميركية في محاولة بائسة في المدى المنظور لتحريك مشاعره اتجاه عدوه الوهمي، ولكن دون جدوى، فقد توقفت المظاهرات حينها ومرجع ذلك محاولة هذا الطرف أو ذاك ركوب موجة المظاهرات لتحقيق مآرب أطراف أخرى أرادت أن تحقق أجندتها على حساب المتظاهرين وأهدافهم، فوقفت المظاهرات ووقف معها الحراك الثوري في الشارع المطالب بتحرير المنطقة من الغزاة.

وعلى خلفية تململ المكون العربي وتذمره من سوء الأوضاع السائدة في المنطقة، وخاصة الفلتان الأمني الذي أودى بحياة شخصيات هامة في المنطقة تحرك الشارع ضد قسد، وتحركت معه جميع الأطراف المناوئة لها للاستفادة من هذ التململ والحراك الشعبي الذي انطلق في مدن وبلدات الريف الشرقي والشمالي ضدها في المنطقة وتحميلها مسؤولية ما يجري، وفي ظل هذه التجاذبات جهد النظام المجرم للاستفادة من هذا الحراك محاولاً كسب ودِّ بعض الشخصيات التي تدين له بالولاء، ولو باطنياً لزيادة العداء لقسد رامياً لاستمالة المنطقة إلى طرفه، لتقوم الأطراف المسيطرة والموجودة في شرق الفرات ورداً للقبيح الذي قام به النظام وأعوانه من تأليبٍ للشارع ضدهم حسب زعمهم، وما صورته لهم أوهامهم بتحريك المظاهرات في مدينة الرقة للضغط عليه وإيقاف محاولاته البائسة لزعزعة الاستقرار المزعزع أصلاً، ولكن ما يهمنا هنا هو الضغط عليه في مناطق شرق الفرات وإرسال رسالة مفادها أن سكان المنطقة يطالبون بقراهم، وعليه عليك أن تتوقف عن جميع الأنشطة التي تقوم بها في شرق الفرات، دون أن يكون تحرير القرى السبعة وغيرها في حساباتهم، ودليلنا على ذلك حالة الغزل واللا حرب بين هذه الأطراف منذ 2017 إضافة إلى ملف النفط والعديد من الملفات بين النظام وقسد لتعيش قسد على وقع اللاحرب، و اللاستقرار إنها ببساطة بقاء الأوضاع على حالها والاستفادة من عامل الوقت لتمرير سياسات قسد وأجندتها في المنطقة.

وعليه ومما لا يدع مجالاً للشك أن التحالف الدولي هو المسؤول جملة وتفصيلاً عن هذه الأوضاع فمنذ 2017 والمنطقة وأحوالها في تراجع مستمر دون تقدمٍ يذكر على الصعد كافة بالرغم من كثرة الموارد البشرية والمادية ولكنها دون جدوى، فقد جهد كل الجهد لتكون قسد شريكه الاستراتيجي بخير، أما المنطقة وأهلها فخارج حساباته، وما يقوم به التحالف الدولي ويقدمه للمنطقة ما هو بالمحصلة إلا دعماً لقسد وسياساتها ورغبةً منه في تجميل المشهد ليس إلا، والأمثلة على ذلك كثيرة، أما المنطقة وآلامها وأوجاعها واحتياجاتها وآمالها حكماً خارج حساباتهم أقلها في المرحلة الحالية.

فلم تُحرر القرى السبعة ولم تتحسن الأوضاع الأمنية والخدمية والمعيشية و الصحية و…

في مناطق ريف دير الزور، لتكون المظاهرات التي خرجت في المنطقة و لاقت تأييداً واستحساناً من بعض الأطراف؛ تحقيقاً لمآرب أخرى يريدها هذا الطرف أو ذاك، ولكي يثبت العكس، على هذه الأطراف انتزاع زمام المبادرة وطرد الغزاة  ليس  من شرق الفرات فحسب بل من المنطقة كلها وما الحديث عن بقاء الأوضاع على حالها نتيجةً للاتفاقيات الدولية بين الروس والإيرانيين من جهة وقسد والتحالف الدولي من جهة أخرى  التي يروجون لها  إلا دليل على صحة ما ذهبنا إليه، وعليه فإن هذه الأطراف هي محل شك وريبة في أعين سكان المنطقة من مخططاتهم الخبيثة في مناطقنا،  فهل يعي سكان المنطقة بمختلف أطيافهم ما يدور ويجري حولهم؟!

كتبه لشبكة نداء الفرات الناشط “أمجد الحسن”

 

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top