skip to Main Content

مسار الثورة السورية وتحدياتها

هاهي الثورة السورية العظيمة تدخل عامها التاسع ولاتزال تسير نحو تحقيق أهدافها للخلاص من حكم الاستبداد وإسقاط النظام ومؤسساته الأمنية والعسكرية والقضائية وتحقيق الحرية والكرامة..
فمع تعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين في الملف السوري واختلاف مصالحهم إلا أن الثورة السورية بشعبها المنتفض أكبر من الجميع.
دماء طاهرة سُفكت، وأشلاء أبرياء مُزقت ، وشعب أعزل هُجِّر في سبيل نيل أبسط حقوقه من العدالة والحرية والكرامة في وطن دمرته آلة الاحتلال الروسية والإيرانية وعميله الأسدي..
اختلفت مصالحهم وتعددت مشاريعهم لإنهاء الثورة وحصارها بكل الأشكال سياسياً وعسكرياً ومدنياً لإعادة تعويم الأسد ونظامه مجدداً ليحكم الشعب السوري الحر!
ولكن هل بإمكان الأسد ونظامه الحالي إعادة سيطرته على كامل سوريا ثم إدارتها إدارة صحيحة ثم إعادة بنائها من جديد بعد ما دمرها جيشه الطائفي والمليشيات الإيرانية والروسية! ؟
كيف لنظام الأسد بمؤسساته الفاسدة أن يعيد لنا الوطن السليب؟! فاقتصاد منهار و فساد متغلغل و ميليشيات تقتل وتعتقل من تشاء حتى طال إجرامهم لأهل التسويات والمصالحات دون أدنى احترام لقانون أو سلطة، إضافةً إلى تغيير في البنية السكانية بعد التهجير القسري المتعمد و مصادرة للعقارات والأملاك ناهيك عن انتشار الجرائم والسرقات ونهب أموال المؤسسات.

أما الشعب الذي يعيش في مناطق سيطرة نظام الأسد فهو يعيش بظروف سيئة تفتقد لأبسط مقومات الحياة مقارنة مع المناطق التي تعيش خارج حكم الأسد في الشمال والشرق السوري.
فبعد كل هذه الأسباب والعوامل لن يستطيع هذا النظام أن يستمر بالبقاء وإن لمعوه سياسياً ودعموه اقتصادياً وعسكرياً من قبل حلفائه الدوليين والإقليميين فلازال أغلب الشعب السوري خارج حكم الأسد في شرق وشمال سوريا و في دول الجوار.

أما التحدي الأكبر فهو أمام أبناء الثورة السورية بنخبها وكوادرها وكل من ينتسب لتلك الثورة العظيمة في تقديمهم لنموذج رائع في تمثيل الثورة بشكل يليق بها سياسياً ومدنياً في شمال وشرق سوريا للنهوض مجدداً وإعادة الحياة الكريمة والعيش الآمن للناس بعد عقود الاستبداد القاسية، وأن يتساموا فوق خلافاتهم وأن يفتحوا صفحة جديدة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الثورة وأن يُضبط ذلك كله بميثاق شرف ثوري يعيد للثورة السورية العظيمة ثقلها السياسي والعسكري والإداري.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top