skip to Main Content

الحراك الشعبي الأخير في مناطق ريف ديرالزور.. الأسباب والنتائج.

تعيش مناطق ريف ديرالزور الواقعة تحت سيطرة قسد ظروفاً معيشيةً صعبةً بامتياز في ظل غلاء الأسعار الفاحش نتيجةً لارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة صرف الليرة السورية التي أضحت في الحضيض، وما رافقها من إغلاق أصحاب المحال التجارية أبواب محلاتهم في وجه المواطنين بسبب الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها، والواقع المزري الذي تعيشه المنطقة في كافة القطاعات سواءً كان الخدمي أو التعليمي أو الصحي أو الزراعي.

الفساد المستشري داخل صفوف السلطة:

  1. كل ذلك وسط شلل عجز تام لسلطة قسد المحلية سواءً الكوادر الذين نصبوا أنفسهم كمستشارين لقيادات المجلس المدني وعقول مدبرة لتسيير أمور المنطقة وأحوالها، بالتعاون مع قيادات المجلس المدني، ذلك المجلس الذي نخر الفساد جسمه ومفاصله وأضحى كياناً هزيلاً عاجزاً حتى عن النهوض بنفسه، فكيف ينهض بمنطقة بحجم محافظة ديرالزور على وفرة وتنوع مواردها، وقلة الخدمات المقدمة لها، وتعقيدات المشهد الذي تعيشه المنطقة في ظل حالة التنافس والتصارع بين مختلف الأطراف الفاعلة والممسكة بزمام الأمور.

احتجاجات الأهالي خطوة عفوية لم تكن في الحسبان:

لأجل كل ماسبق انطلقت في أرياف المحافظة حركات احتجاجية على امتداد الرقعة الجغرافية في الريف الغربي والشرقي والشمالي وهي تمثل نبض الشارع وهواجسه وآلامه وآماله حالمة بواقع أفضل؛ منددين، مستنكرين ومحتجين على الواقع المزري على الرغم من تجاهل وتغافل يرافقه صمت مريب من قبل الأطراف التي تحكمها قسد وجنرالات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إزاء ما وصلت إليه أحوال المنطقة مما لايسع المقام لذكر تلك الأحوال.

محاولة عصابات الأسد الإمساك بدفة الحراك وتوجيهه لصالحها:

وقد لُوحظ خلال متابعة الحراك الشعبي لأهالي ريف ديرالزور أن هناك أطرافاً عدة تحاول العزف أو ركوب موجة الاحتجاجات لتنفيذ مآربها وأهدافها محاولة سرقة الجهد الذي يبذله الشعب للمطالبة بحقهم بشكل سلمي، ولعل أبرز هذه الأطراف خلايا عصابات الأسد وأعوانها الذين أرادوا استغلال هذه الاحتجاجات لصالحهم ولكن حساباتهم كانت خاطئة، فأولى مطالب الجماهير الغاضبة هو إسقاط النظام المجرم وطرده وحلفائه من المنطقة.

وعود سابقة لم تطبق من التحالف وأخرى جديدة:

وعودة إلى ذي بدء وبالرجوع إلى واقع المنطقة التي أنهك سكانها الفقر والجوع والمرض والجهل فضلاً عن الفلتان الأمني السائد إضافة لتحكم وتسلط الفاسدين في مفاصل القيادة والإدارة الذاتية التابعة لقسد منذ 2017 وحتى تاريخ اليوم، وبالرغم من الوعود التي قطعها التحالف الدولي – أحد الأطراف الفاعلة على الأرض – للعمل على تغيير واقع المنطقة نحو الأفضل إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، فلا زالت الأوضاع تسير من سيءٍ إلى أسوء دون حل يلوح بالأفق.

وبالتزامن مع خروج الأهالي عن صمتهم وتنديدهم لسياسة قسد وإدارتها للمنطقة لا يفوتنا أن نذكر دور التحالف سابقاً في احتواء احتجاجات 2019 لصالح السلطة الموجودة حالياً على الأرض والمتحكمة بمصير البلاد والعباد، فهل يفعلها التحالف ويعمل على احتواء هذه الاحتجاجات ويعيد المنطقة إلى المربع الأول ليستمر أهلنا رحلة المعاناة فقراً وجوعاً وجهلاً ومرضاً مع انتشار الفساد وسيطرة المفسدين؟!!
أم أن الكلمة الفصل للراغبين والتواقين لواقعٍ أفضل لهم ولأهالي الشرقية عموماً، هذا ما ستقرره قادم الأيام؟!

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top