skip to Main Content

الضربة الأكبر لإيران منذ مقتل سليماني… غارات اسرائيلية على قنصلية طهران بدمشق

ما الذي حدث في العاصمة دمشق:
شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء يوم أمس الاثنين غارات جوية استهدفت المبنى الملاصق لسفارة الاحتلال الإيراني في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، والذي يُعتبر كمقر قنصلي ويقيم فيه السفير الإيراني مع عائلته أيضاً،

وفي التفاصيل ذكرت مصادر محليّة أن القصف نتج عنه حالة استنفار أمني مكثف وقطع للطرقات وازدحام شديد خاصة على اوتستراد المزة المجاور للمبنى المستهدف وذلك بحسب ما أظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي،

وأسفر الغارات عن مقتل عدد من القيادات العسكرية الإيرانية من بينهم المدعو ”محمد رضا زاهدي” والذي سنأتي على ذكره فيما بعد، وعدد آخر من القياديين بينهم رئيس أركان ميليشيا فيلق القدس في سوريا ولبنان ”حسين أمين الله”.

ما هو موقف عصابات الأسد:
وزارة الدفاع التابعة لحكومة عصابات الأسد قالت في بيان مُقتضب أن اسرائيل نفذت ”عدواناً جوياً” من جهة الجنوب السوري ب6 صواريخ عبر طائرات F-35 على العاصمة دمشق مُضيفة أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط بعض صواريخ العدو.
في حين وصل وزير خارجية العصابات المدعو ” فيصل المقداد” إلى المبنى المستهدف فور انتهاء القصف وأشرف بنفسه على انتشال القتلى برفقة محافظ دمشق، وأظهر مقطع مصور قيام المقداد بالتواصل مع نظيره الإيراني من داخل السفارة المستهدفة حيث قال بأن اسرائيل لن تستطيع على العلاقات التي تربط النظامين وأدان المقداد هذا العمل الذي وصفه ب”الإرهابي الشنيع” معتبراً أن القتلى ”أبرياء”.

من هو زاهدي:
قبل أن نتحدث عمّا جرى بعد استهداف اسرائيل لقنصلية طهران علينا أن نعرف من هو ”محمد رضا زاهدي” الشخصية الأبرز بين قتلى الغارة الاسرائيلية.

معلومات مؤكدة تشير إلى أن زاهدي هو القائد السابق للفرقة 14 للإمام الحسين في أصفهان وهو أكبر جنرال إيراني يُقتل بعد المجرم ”قاسم سليماني” الذي اغتالته أمريكا في بغداد مطلع العام 2020، وبحسب هيئة البث الاسرائيلية فإن زاهدي ليس شخصية إيرانية عسكرية رفيعة المستوى فحسب بل هو رجل مخضرم جداً يبلغ من العمر 79 عاماً وتولى قيادة ميليشيا الحرس الثوري خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينييات القرن الماضي، وكان قائداً للقوات البرية وقائد القوات الجوية في الحرس الثوري أيضاً،كما شغل عدة مناصب عُليا بشكل متسلسل في هيئة الأركان العامة الإيرانية، بالإضافة إلى أنه كان قائداً لوحدة ”ثأر الله” المكلفة بحماية طهران في الأوقات المتأزمة وتولى قيادة ميليشيا فيلق القدس الذراع الخارجية لميليشيا الحرس الثوري في لبنان عام 2008 ونشط بعدة أسماء وهمية مثل ”حسن مهدوي” و ”رضا مهدوي”.

ردود الفعل الإيرانية:
كرر المسؤولون الإيرانيون شعاراتهم المعهودة ووعودهم بالرد التي يطلقونها مع كل ضربة يتلقونها، حيث توعد المرشد الإيراني ”علي خامنئي” اسرائيل بالرد وبأنها ستندم على هذه الضربة، ووصف رئيس دولة الاحتلال الإيراني ”ابراهيم رئيسي” الغارات الاسرائيلية على قنصلية بلاده بدمشق بالاعتداء السافر وأنه لن يمر بدون رد واصفاً القتلى الإيرانيين ب”أبطال الدفاع المقدس” ووجود قيادات ميليشياته العسكرية في سورية كان بصفة مستشار أعلى.
وقال وزير الخارجية الإيراني ”حسين عبداللهيان” أن الهجوم الاسرائيلي انتهاك لكل المواثيق الدولية محملاً اسرائيل مسؤولية عواقب الهجوم.
السفير الإيراني بدمشق ”حسين أكبري” _والذي كان غادر القنصلية قبل استهدافها بقليل مع عائلته_ شدد على أن القصف الإسرائيلي يعكس حقيقة هذا الكيان الذي لا يعترف بأي قوانين دولية متوعداً بردّ قاسٍ في المكان والزمان المُناسبين.
وأشارت وسائل إعلامية إلى خروج مظاهرات في عدد من المدن الإيرانية تُطالب حكومة البلاد بالرد على الهجمات الإسرائيلية عقب الهجوم على القنصلية بدمشق.

ما هو موقف اسرائيل:
لم تعلن اسرائيل في بادئ الأمر مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الإيرانية في بادئ الأمر، لكن سرعان ما نقلت صحيفة ”نيويورك تايمز” عن مسؤولين اسرائيليين بأن المبنى المستهدف في دمشق هو مقر للحرس الثوري وليس مكتباً دبلوماسياً وأن اسرائيل هي من نفذت الهجوم، وقالت هيئة البث الاسرائيلية أن الجيش انتظر مغادرة السفير للمبنى واستهدف القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي.
وعلى إثر الهجوم رفعت اسرائيل من جاهزيتها العسكرية على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة وأوعزت إلى سفاراتها في دول العالم باتخاذ جميع التدابير الاحتياطية خشية استهدافها.

ردود الأفعال الدولية:
أعربت الأمم المتحدة عن ”قلقها البالغ” بشأن غارة اسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قائلة أنها تنتظر ورود المزيد من المعلومات، في حين أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي ”بايدن” على علم مسبق بتقارير عن ضربة جوية اسرائيلية على قنصلية إيران بدمشق وأن الأمر قيد البحث حالياً، وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أن الهجوم يُعد تصعيداً خطيراً قد يجر المنطقة إلى حرب مفتوحة لأنه هجوم على الأراضي الإيرانية إذ تُعتبر السفارة أرضاً إيرانية بحسب الاتفاقيات الدولية.

ردود الأفعال العربية:
أدانت كل من السعودية والامارات والأردن وقطر ومصر والعراق في بيانات مُنفصلة لوزارات خارجية هذه الدول الهجوم الاسرائيلي قائلين أن هذا الهجوم يُعد ”انتهاكاً سافراً” للاتفاقيات والمواثيق الدولية.
ما هو موقف السوريين:
أعرب عدد من السوريين في الشمال المحرر عن فرحتهم بمقتل قيادات الميليشيات الإيرانية الذين تورطوا خلال سنوات الثورة السورية بجرائم حرب عديدة ضد الشعب السوري، وأظهرت صور متداولة من عدة مدن شمال سوريا قيام الأهالي بتوزيع الحلويات ابتهاجاً بمقتل قادة الميليشيات.
في حين رصد ناشطون عدد واسع من المنشورات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي لموالين لعصابات الأسد أعربوا فيها عن امتعاضهم من الوجود الإيراني في سوريا حيث اعتبروه سبباً للقصف الاسرائيلي المتكرر على البلاد وطالبوا بإنهائه ومغادرة الميليشيات لسوريا.

الضربات الاسرائيلية الأخيرة على سوريا:
القصف على القنصلية الإيرانية جاء بعد أقل من 24 ساعة على استهداف سابق لمحيط دمشق وتحديدا مراكز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا والديماس، وزعم إعلام عصابات الأسد الرسمي أن وسائط الدفاع الجوي “تصدت لأهداف معادية في محيط دمشق”.

مُشيرا إلى أن دوي انفجارات عنيفة سمع بدمشق نتيجة استهدف مبنىً بحي المزة بدمشق، ويجري التحقق من طبيعته، على حد قوله، إلى ذلك نتج عن حالة الاستنفار الأمني وقطع الطرقات ازدحام شديد في دمشق وتداول ناشطون صورة توثق ذلك.

وكانت شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية استهدفت خلالها مواقع تابعة لميليشيات إيران وعصابات الأسد بدمشق، بقصف هو الثالث من نوعه الذي يطال مناطق سيطرة ميليشيات الأسد في غضون 48 ساعة، بعد استهدافين متتالين في حلب وجنوب العاصمة دمشق.
ونفذّت المقاتلات الإسرائيلية الأحد 24 آذار الحالي غارات جوية استهدفت موقعاً عسكرياً في جديدة الشيباني بريف دمشق، تبع ذلك استهدف مبنى تابعاً لميليشيا الحرس الثوري الإيراني على أطراف منطقة السيدة زينب في جنوب العاصمة دمشق.

ويُذكر أن طائرات حربية ومُسيّرة شنت أكثر من 10 غارات جوية استهدفت خلالها مقرات ومستودعات للميليشيات الإيرانية موزعة على أحياء ضمن ديرالزور، ومدن البوكمال والميادين بريفها، في وقت تشير تقديرات أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على ديرالزور أدت إلى مقتل وجرح 40 عنصرا من ميليشيات الأسد وإيران.
وكررت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها لمواقع عسكرية تابعة لميليشيات إيران في السيدة زينب بريف دمشق ما أدى لمقتل وجرح العديد من الميليشيات، الخميس 28 آذار الماضي، كما نفذت هجمات متزامنة مكثفة أدت إلى مقتل أكثر من 50 عنصرا من ميليشيات الأسد وإيران في حلب.

هذا وتشير تقديرات أن إسرائيل دمرت 58 هدفاً لعصابات الأسد والميليشيات الإيرانية منذ مطلع العام الحالي مع تنفيذ حوالي 30 هجوما جويا، نتج عنها مقتل وجرح عشرات العسكريين بمن فيهم قياديون إيرانيون وآخرون من ميليشيات “حزب الله اللبناني”، وتقصف إسرائيل منذ سنوات أهدافاً إيرانية في سوريا، لكن وتيرة الضربات زادت بشكل غير مسبوق.

اعداد وتحرير: قاسم الفارس

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top