يُعتبر التاريخ مرآة الحاضر ومن أجل فهم ما يجري في وقتنا الحالي يجب التمعن في…
إيران وعصابات الأسد تتنصلان من مساندة حليفهما رغم الخدمات التي قدمها لهم
تشهد مناطق جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت قصفاً مكثفاً يستهدف مواقع عسكرية ومخازن سلاح لميليشيا حزب الله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أيام، وأسفر القصف عن وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بصفوف الحزب بالإضافة إلى عدد من المدنيين بينهم سوريين حيث تتخذهم الميليشيا كدروع بشرية وتقوم بتخزين السلاح وسط المجمعات السكنية.
ميليشيا حزب الله كانت تأمل أن يساندها في حربها حلفاؤها الذين وقفت إلى جانبهم وأبرزهم عصابات الأسد في سوريا التي قدمت لها ميليشيا الحزب خدمات كبرى، إذ كان عناصر الميليشيا عماد القوات التي قاتلت الفصائل الثورية وتمكنت عصابات الأسد بفضل دعمها -ودعم الاحتلالين الروسي والإيراني- من السيطرة على مناطق شاسعة من البلاد، بعد مجازر وجرائم مروعة ارتكبتها الميليشيا بحق المدنيين على أسس طائفية ومذهبية وكان أبرزها حصار بلدتي مضايا والزبداني بريف دمشق ومعركة القصير بريف حمص التي لا تزال ميليشيا حزب الله تسيطر على تلك المدن والبلدات لغاية اليوم.
ولم يتوقف دعم الميليشيا لعصابات الأسد على الجانب العسكري بل تعدى ذلك إلى محاربة اللاجئين السوريين في لبنان واعتقالهم وتسليمهم للعصابة في سوريا بدعم من أجهزة الدولة اللبنانية التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الله، ومع اشتداد الحملة الإسرائيلية على مواقع الحزب في لبنان وقفت ميليشيات الأسد موقف المتفرج دون إبداء أي رد فعل ما عدا بيانات خجولة أصدرتها وزارة خارجية العصابة للتعبير عن ”إدانتها” للقصف الإسرائيلي.
وقال ناشطون أن موقف عصابات الأسد من الحرب في لبنان وغزة قد فُرِض عليها من قبل الاحتلال الروسي الذي يسعى إلى إعادة العصابة إلى المحافل السياسية الدولية والإقليمية وتطبيع العلاقات مع الدول، في حين أشار معارضون بتغريدات على مواقع التواصل إلى أن عصابات الأسد أجبن من أن تساند حليفها وتحارب إسرائيل فمنظموتها الأمنية والعسكرية جاهزة فقط لقمع الشعب وتدمير المدن والحواضر.
وفي سياق متواصل أبدى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ”قلقه” حول ما يحدث بلبنان قائلاً أن ميليشيا حزب الله لا يمكنها مجابهة إسرائيل، وأضاف بزشكيان أن إيران مستعدة لإلقاء السلاح والحوار مع إسرائيل بالإضافة إلى أن بلاده لا تعادي الولايات المتحدة فهم ”أخوة” على حد تعبيره.
وترجم مراقبون سياسة عصابات الأسد وتصريحات رئيس إيران وسياسة بلاده من الأحداث الجارية في لبنان وفلسطين على أنها تنصل واضح وترك الحليف الأبرز لهم في المنطقة يخوض الحرب وحيداً بعد أن قدم لهم خدمات كبرى وفتح لإيران أبواب ساحل المتوسط لكي تسيطر على المنطقة عسكرياً وتغير طبيعتها الديمغرافية بما يتماشى مع مصالحها، كما رجح لعصابات الأسد الكفة العسكرية بعد أن كان رأس العصابة آيلاً للسقوط في الأعوام السابقة.
This Post Has 0 Comments