أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
قسد و التلوث البيئي في مناطق ريف دير الزور
ـ سلكت قسد مسلك من سبقها من الفصائل الثورية (جيش حر، نصرة) وتنظيم داعش في طريقة استثمارها للنفط بطرق بدائية ضارة، وبما أن قسد تعدّ الأكثر تنظيماً ودعماً من قبل دول التحالف الدولي، فقد ثبُت من خلال ممارستها للسلطة السياسية والاقتصادية في المنطقة أنها مسؤولة وغير مكترثة في حسن إدارة موارد المنطقة وخيراتها، الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة في ظل الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، الناظم الاقتصادي للبلاد بأسرها، وما لحقه من ارتفاع على كافة المواد الغذائية وغيرها من المواد الضرورية، حتى الخضروات فقد ارتفعت أسعارها مع ارتفاع الدولار؛ لأنّ معظم مستلزمات الإنتاج ولاسيما الأسمدة تستورد من الخارج عبر تجارات حصرية لقسد، أمّا الفواكه فقد أصبحت من السلع الكمالية التي لا يجرأ المواطن العادي على شرائها باستثناء المتنفذين التابعين لقسد .
أما إدارة الملفات الأخرى (الخدمي والصحي والتعليمي والزراعي ) فهو يمر في أسوأ مراحله وفي أحرج مرحلة تاريخية من عمر المنطقة .
لم تقف القضية عند هذا الحد بل تعدتها إلى أبعد من ذلك في مشهد ينمّ عن عدم اكتراث قيادات قسد وإحساسهم بالمسؤولية، أما إذا انتقلنا للحديث عن النفط واستثماره فإننا نقول في ظل الاستثمار الخاطئ للنفط وبطرق بدائية و عبر طريقتين: الأولى من خلال حفر خندق كبير بجانب البئر يتم تجميع النفط فيه، ثمّ يُنقل عبر صهاريج من المنطقة لصالح القاطرجي عراب النفط ووكيل النظام في المنطقة وشركائه من أبناء المنطقة إلى الحسكة ومن ثم إلى الرقة وصولاً إلى الطبقة بعدها إلى مناطق سيطرة النظام .
والطريقة الثانية: تتم من خلال ربط هذه الآبار بالحقول عبر خطوط الإمداد ويجمع النفط في خزانات كبيرة ويتم نقله بنفس الطريقة السابقة ، وهنا نقول يتم فرز النفط عن الماء والمواد الشائبة، وعليه يتم سحب الماء والشوائب عبر أنبوب ويتم إفراغها في بركة كبيرة أعدت لهذا الغرض وهذه البرك منتشرة في المنطقة مما تتسب بتلوث بيئي كبير في المنطقة.
حيث يتم تجميع هذه المياه في بركة كبيرة أعدت لذلك، وعليه فقد تأثرت البيئة المحيطة تأثراً كبيراً جرّاء هذه المياه والشوائب الخارجة من آبار النفط ، تأثراً جعلها متصحرة وغير صالحة للزراعة وارتفاع نسبة الملوحة في الأرضي القريبة من هذه البركة والقريبة من آبار النفط بالرغم من مطالبات الأهالي بضرورة معالجة هذه المشكلة التي تنبئ بكارثة بيئية في المنطقة وما يسري على هذه المنطقة يسري على غيرها في مناطق سيطرة قسد التي تسابق الزمن في الاستثمار بطرق بدائية وغير صحيحة والتي تضر بصحة الإنسان والحيوان وحتى النباتات .
وفيما يلي عرض لأهم الملوثات الناتجة عن استثمار النفط والغاز في محافظة دير الزور :
ـ عمليات إحراق الغاز من خلال الشعل المستمرة .
ـ عمليات تنفيس الغاز للمحطات، وهذا يساهم في رفع درجة حرارة الجو وتلوث الهواء المحيط وانتشار الغازات الضارة ومثال ذلك هو غاز H2S حيث تعاني مدينة دير الزور من رائحته .
تلوث المياه والتربة : ويظهر تلوث التربة بشكل أساسي بثلاث أشكال:
• أولا : التلوث الناتج عن تسرب المياه المرافقة .
• ثانيا : التلوث الناتج عن الجور الخاصة بإحياء الآبار أو تشغيلها .
• ثالثا : التلوث الناتج عن تسربات النفط من خطوط النقل
تلوث المياه
تترافق عمليات إنتاج النفط مع إنتاج واستخدام الماء والمواد المضافة لتسهيل العمليات مثل سوائل الحفر والمواد الكيميائية ………. و نذكر بشكل أساسي الماء المرافق للنفط وسوائل ونواتج الحفر
تلوث التربة بسبب حفر جور فنية بجانب الآبار أثناء حفرها لتجميع نواتج الحفر و المواد المرافقة لها ( سوائل الحفر والمواد الهيدروكربونية وغيرها ) وأهم تلك المواصفات المطلوبة هي عملية عزل تلك الحفر بطرق فنية وتأتي أهمية عملية العزل لمنع تسرب تلك المواد السائلة وما تحمله من ملوحة شديدة ومواد كيميائية ضارة إلى المياه الجوفية. ( مرفق صور للجور الفنية المذكورة أعلاه )
مشكلة تسرب المياه المرافقة
ينتج عن عملية إنتاج النفط مياه طبقية تسمى المياه المرافقة حيث يتم فصلها عن النفط المستخرج وهذه المياه شديدة الملوحة وتحمل عناصر و مواد ضارة جداً كونها مستخرجة من أعماق كبيرة من باطن الأرض ونتيجة لمواصفات تلك المياه فقد تضررت عدة أماكن ضمن محافظة دير الزور نتيجةً لتسرب هذه المياه من خلال أنابيب النقل الخاصة بها والمارة في أراضي زراعية خصبة كما هو واضح في الصور المرفقة .
تلوث تربة بسبب عمليات نقل النفط : تتم عمليات نقل النفط إما بالأنابيب النفطية و هي على الأغلب أو بالصهاريج وذلك بين الآبار النفطية و المحطات الفرعية و المحطات الرئيسية ، حيث نتيجة مرور الزمن و اهتراء الأنابيب يحدث هناك تسربات نفطية على امتداد الأنبوب بين الحين و الآخر تؤدي إلى تلوث التربة بالنفط أو موت المحاصيل الزراعية أثناء حدوث التسرب
في أراضي زراعية وتلوث أراضي البادية بالنفط المتسرب.
تسرب نفط من أحد خطوط النقل
تلوث أراضي البادية
عدم معالجة التسربات التي تحصل في الأنابيب النفطية يؤدي إلى انتقال النفط إلى مسافات بعيدة أثناء حدوث الأمطار و السيول و التي بدورها تلوث البادية و النباتات الرعوية و المياه الجوفية و تصبح خطراً على الأغنام و الرعاة .
تلوث أثناء عمليات إحياء الآبار النفطية
حيث يتم تجميع نواتج تلك العملية في جور فنية بجانب البئر يكون لها ضرر كبير على البيئة في حال عدم مطابقتها للشروط الفنية الصحيحة حيث يسبب النفط و المياه الطبقية المرافقة تلوث كبير للتربة و المياه الجوفية و انتشار الغازات الضارة مثل غاز H2S
انتشار رائحة غاز H2S
• تعاني محافظة دير الزور منذ سنوات وعلى زمن النظام من رائحة غاز H2S ناتجة عن عمليات شركات النفط في الآبار وهو من الغازات شديدة السمية ونذكر بعض مواصفاته .
• له رائحة كريهة تشبه رائحة البيض الفاسد .
• يستطيع الإنسان الشعور برائحته من التركيز ( 1ppm حتى ( 70 ppm
• أعلى من 100 ppmلا يستطيع الإنسان تمييز وجوده لعدم القدرة على الشعور برائحته ويسبب حرقان في العيون والحلق .
• عند تركيز ( 500 ppm ) يفقد الإنسان توازنه .
• عند ( 700ppm ) يصاب الإنسان بالإغماء خلال دقائق مع فشل بالجهاز التنفسي .
• عند ( 1000 ppm ) يسبب الموت خلال دقائق قليلة جداً .
• ونتيجة لخطورة غاز H2S فمن الضرورة معالجة موضوع انتشار الرائحة
الخطورة الناتجة عن احتمال الحرائق
• لا تلتزم بأدنى احتياطات السلامة ويتم التعامل مع النفط كأي مادة أخرى مجمع ضمن حفر غير مسورة وغير محمية ويمكن لأي شخص الوصول إليها ولكوننا لا نستطيع الفصل بين البيئة والأمن والسلامة فمن غير المقبول إهمال موضوع الأمن والسلامة لأن الواقع الحالي يوفر كل المستلزمات اللازمة لنشوب حريق و الصور توضح ما سبق
مقترحات وتوصيات :
ومن خلال قراءة سريعة في المشهد السابق يمكننا القول إن المنطقة تمر بكارثة بيئية بامتياز، ستدفع ثمنها المنطقة وأهلها لعقود وعقود ، وعليه يجب العمل على ما يلي :
ـ الاستثمار الأمثل للنفط والغاز من خلال شركات أجنبية متخصصة بهذا المجال .
ـ العمل على إيقاف التلوث البيئي المنتشر في المنطقة فوراً .
ـ العمل على جلب مؤسسات وشركات تعنى بمعالجة التلوث البيئي وآثاره في المنطقة .
ـ العمل على إعادة تأهيل الأراضي التي تعرضت للتلوث البيئي في المنطقة.
لتحميل المقال مباشر
This Post Has 0 Comments